في تطور صادم كشف حجم التلاعب المستمر بحقوق المواطنين، ضبطت السلطات التموينية في القليوبية 35 مخالفة خطيرة خلال حملة واحدة فقط، تشمل إنتاج خبز ناقص الوزن وعدم الإعلان عن الأسعار والغش في المواصفات. هذا الرقم المفزع يعني أن كل رغيف خبز تشتريه وكل وجبة تطلبها قد تكون محل تلاعب واستغلال، فيما يحذر الخبراء من أن هذه المخالفات تهدد صحة وجيوب ملايين المصريين يومياً.
تفاصيل صادمة كشفتها الحملات التي قادها الدكتور تامر صلاح مختار، وكيل وزارة التموين بالقليوبية، حيث تم ضبط 26 مخالفة متنوعة شملت مخابز تنتج خبزاً ناقص الوزن وغير مطابق للمواصفات، واستخدام أدوات عجن غير نظيفة تهدد صحة المواطنين. أم محمد، ربة بيت من بنها، تروي معاناتها: “كنت أشعر أن الخبز أصبح أصغر حجماً لكن لم أتوقع أن يكون الغش بهذا الحجم، كيف يتلاعبون بقوت أطفالي؟” فيما أظهرت حملة منفصلة في بنها وحدها 9 مخالفات إضافية في المطاعم ومحلات الجزارة لعدم الإعلان عن الأسعار.
قد يعجبك أيضا :
المشكلة ليست وليدة اليوم، فالفساد التمويني ينتشر كالفيروس في جسد الاقتصاد المصري منذ سنوات، مستغلاً حاجة المواطنين للسلع الأساسية والضغوط الاقتصادية المتزايدة. يؤكد الدكتور أحمد الغذائي، خبير سلامة الغذاء: “هذه المخالفات تشير إلى أزمة أعمق في منظومة الرقابة، فكل مخالفة تعني مئات الأسر تتضرر يومياً”. الأرقام تكشف أن هذه الحملة الواحدة ربما منعت تضرر آلاف المواطنين يومياً من استمرار هذا التلاعب المنظم.
التأثير المباشر لهذه المخالفات يمتد لكل بيت مصري، حيث تجد الأسر نفسها تدفع نفس الأسعار مقابل كميات أقل أو جودة رديئة، مما يزيد الضغط على الميزانيات المحدودة. علي التاجر الشريف، صاحب مخبز ملتزم بالمعايير، يرحب بالحملات: “الرقابة ضرورية لحماية التجار الشرفاء من المنافسة غير العادلة”. الحملات المشتركة بالتعاون مع هيئة سلامة الغذاء والطب البيطري ومجلس المدينة أظهرت أن المشكلة تحتاج تضافر جهود جميع الجهات لمحاربة هذا الفساد المستشري.
قد يعجبك أيضا :
وعد الدكتور تامر صلاح مختار بأن “الحملات مستمرة ولن تتوقف” في إطار خطة استراتيجية شاملة لمكافحة الفساد التمويني وضمان وصول الدعم لمستحقيه. هذه الحملات قد تكون بداية تحول جذري في حماية حقوق المستهلك المصري، شريطة استمرار المتابعة والرقابة المفاجئة. السؤال المطروح الآن: هل ستنجح هذه الجهود في القضاء نهائياً على استغلال التجار لحاجة المواطنين، أم أنها مجرد صدمة مؤقتة ستعود الأمور بعدها لطبيعتها؟