في تطور صادم هز المملكة، يواجه 5 ملايين مواطن ومقيم في المنطقة الشرقية أسوأ كابوس جوي منذ 5 سنوات. للمرة الأولى منذ نصف عقد، رفع المركز الوطني للأرصاد درجة الإنذار إلى البرتقالي الخطير في قلب المنطقة النفطية السعودية، والعاصفة تقترب بسرعة قطار مدمر. الوقت ينفد أمام سكان الجبيل، الخبر، الدمام، القطيف، ورأس تنورة لاتخاذ إجراءات قد تنقذ حياتهم.
12 ساعة من الجحيم الجوي تنتظر المنطقة التي تضم 40% من إنتاج النفط السعودي، حيث تتوقع الأرصاد رياحاً مدمرة بسرعة القطارات تصل إلى 120 كم/ساعة. “شبه انعدام في مدى الرؤية الأفقية” هكذا حذر المركز الوطني، بينما يؤكد الدكتور عبدالله الشهراني، خبير المناخ: “هذه أقوى عاصفة تضرب المنطقة منذ 5 سنوات“. أم محمد من حي الثقبة تسأل بقلق: “كيف سنصل للمدرسة آمنين؟ أطفالي الثلاثة يرتجفون خوفاً من صوت الرياح“.
قد يعجبك أيضا :
المنخفض الجوي القادم من الشمال الغربي يصطدم بكتلة هوائية دافئة من الخليج العربي، مكرراً سيناريو عاصفة مارس 2018 المدمرة التي شلت المنطقة لأيام وأغلقت مئات المدارس. التغيرات المناخية العالمية تجعل هذه العواصف أكثر شراسة وتكراراً، بينما موقع المنطقة الاستراتيجي على الخليج يضعها في خط النار المباشر. أبو عبدالرحمن، صياد من رأس تنورة، يروي بصوت مرتجف: “البحر هائج والموج عالي، ما شفت مثل هيك من 20 سنة“.
العاصفة ستحول الحياة اليومية إلى معركة بقاء حقيقية. انقطاع التيار الكهربائي لساعات، إغلاق الطرق الرئيسية، وتعليق الدراسة في جميع المدن الخمس المهددة. الأصوات المرعبة لعواء الرياح تخترق النوافذ، وقرع البرد بحجم كرات الطاولة على أسطح المنازل يخلق سيمفونية من الرعب. كمية المطر المتوقعة تعادل ما تحصل عليه المنطقة في 3 أشهر عادية، والسيول تهدد بغمر الأودية والمناطق المنخفضة. مطالبات التأمين قد تصل لمليارات الريالات، بينما تتأهب المستشفيات لاستقبال ضحايا الحوادث المرورية.
قد يعجبك أيضا :
العاصفة ستمر، لكن آثارها قد تدوم أسابيع. السلطات تناشد المواطنين البقاء في الأماكن الآمنة وعدم المغامرة بالخروج إلا للضرورة القصوى. شحن الأجهزة، تخزين المياه والطعام، وإعداد حقيبة الطوارئ قد يكون الفارق بين الحياة والموت. هل أنت مستعد لمواجهة 12 ساعة قد تغير مجرى حياتك للأبد؟
