في تطور صادم هز الأسواق المصرية، كسر الدولار الأمريكي حاجز الـ47.5 جنيه محققاً 47.58 جنيه للبيع – أعلى مستوى منذ أشهر، بينما قفز الريال السعودي إلى 12.71 جنيه في ضربة مفاجئة أرعبت الملايين. هذا الارتفاع المفاجئ يعني أن راتبك أصبح يساوي دولارات أقل مما كان عليه بالأمس، والبنوك تسجل أسعاراً جديدة كل ساعة وسط ترقب محموم لنتائج زيارة بعثة صندوق النقد الدولي.
في مشهد لم تشهده الأسواق منذ فترة طويلة، انهار الاستقرار الذي دام أسابيع ليحل محله ذعر حقيقي في محلات الصرافة. حسام التاجر، صاحب محل صرافة في وسط القاهرة، يروي بصوت مرتجف: “الزبائن في حالة هلع، الكل يريد تحويل جنيهاته لدولارات، والأسعار تتغير أمام أعيننا كل دقيقة”. البنك الأهلي سجل 47.59 جنيه للبيع، بينما وصل مصرف أبوظبي الإسلامي إلى 47.70 جنيه، وكأن الجنيه المصري يذوب مثل مكعب ثلج تحت شمس الصيف الحارقة.
قد يعجبك أيضا :
خلف هذا الارتفاع المدمر تقف عوامل متشابكة تذكرنا بموجة 2016 المدمرة عندما شهد الجنيه تراجعاً حاداً بعد قرارات صندوق النقد. د. محمد الشاذلي، أستاذ الاقتصاد، يحذر قائلاً: “هذا الارتفاع ليس عشوائياً، إنه انعكاس لضغوط حقيقية على الاقتصاد المصري وتقلبات الأسواق العالمية”. زيارة بعثة صندوق النقد الحالية تلقي بظلالها الثقيلة على السوق، والخبراء يتوقعون استمرار هذه الحركة التصاعدية خلال الأيام المقبلة.
أما أحمد محمود، الموظف الحكومي الذي كان يحلم بشراء شقة، فيقول بمرارة: “راتبي البالغ 10,000 جنيه أصبح يساوي 210 دولار فقط بدلاً من أكثر من ذلك سابقاً، كيف سأحقق حلمي الآن؟” على الجانب الآخر، تستفيد سارة العنزي، المستثمرة السعودية: “الريال القوي يعطيني فرصة ذهبية لشراء عقارات في مصر بأسعار مناسبة بعملتي”. تكلفة السلع المستوردة ترتفع تدريجياً، والأسر المصرية تواجه تآكلاً جديداً في قوتها الشرائية، بينما أجواء ثقيلة تخيم على أسواق العملة.
قد يعجبك أيضا :
مع استمرار أصوات رنين هواتف الصرافين وضجيج البنوك المكتظة بالمتعاملين القلقين، يبقى السؤال الأهم: هل سنشهد عودة لاستقرار العملة، أم أن هذا بداية موجة جديدة من التقلبات قد تدفع الدولار إلى مستويات أعلى؟ الخبراء ينصحون بالحذر وعدم الاستعجال في القرارات المالية الكبيرة، فالأسبوع القادم قد يحمل مفاجآت أكثر إثارة للقلق.