في صدمة حقيقية هزت الوسط الرياضي السعودي، شهدت الساعات الـ72 الماضية تحولاً دراماتيكياً من فرحة التأهل للمربع الذهبي إلى حيرة مطلقة أمام قرار فيفا المثير للجدل. فبينما لا تزال أصداء الفرح تتردد في الملاعب السعودية، جاء التصنيف الشهري الجديد ليسجل تراجعاً غير مفهوم للمنتخب السعودي رغم إنجازه التاريخي. هذا التناقض الصارخ بين الأداء الميداني والتقييم الرقمي فتح باب تساؤلات عريضة حول مصداقية معايير الفيفا ذاتها.
محمد الفهد، مشجع سعودي في الثلاثينات شهد جميع مباريات المنتخب في كأس العرب، لا يخفي استغرابه: “كيف يعقل أن منتخباً يصل لنصف النهائي يتراجع في التصنيف؟” هذا السؤال يتردد في كل مقهى شعبي وجلسة رياضية، بينما تشير الأرقام إلى وضع المنتخب السعودي في مراكز متأخرة قارياً وعربياً مقارنة بمنتخبات لم تحقق نفس النتائج المميزة التي سطرها “الأخضر” في البطولة العربية الأخيرة.
قد يعجبك أيضا :
يفسر الدكتور عبدالرحمن الشمري، خبير إحصائيات فيفا، أن “نظام التصنيف معقد ويعتمد على متغيرات كثيرة لا تعكس دائماً الأداء اللحظي”، مضيفاً أن حالات مشابهة شهدتها منتخبات عربية أخرى في السنوات الماضية. هذا التفسير لم يهدئ من روع الجماهير التي ترى في التوقيت “مؤامرة” ضد الكرة السعودية الصاعدة، خاصة مع تزايد الإنجازات على مستوى الأندية والمنتخبات في الآونة الأخيرة.
التأثير تجاوز الأرقام ليصل للحياة اليومية، فأحمد السالم الذي حضر مباراة نصف النهائي يصف كيف تحولت فرحته إلى استياء: “شعرت وكأن أحداً سرق فرحتي”. المقاهي الشعبية التي كانت تضج بالتحليلات الإيجابية تحولت لمنتديات تساؤل وانتقاد، بينما يحذر المحلل الرياضي خالد النمر من “تأثير هذه الصدمات النفسية على معنويات اللاعبين والجماهير على حد سواء”. الأمر الذي قد يهدد الزخم الإيجابي الذي يعيشه الكرة السعودية حالياً.
قد يعجبك أيضا :
رغم الجدل المشتعل، تبقى الحقيقة الوحيدة الراسخة هي الأداء الميداني المتميز الذي لا يمكن للأرقام أن تمحوه. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل ستنصف التصنيفات القادمة الإنجاز السعودي الحقيقي، أم أن الوقت حان لمراجعة جذرية لنظام لم يعد يعكس واقع الكرة الحديثة؟ الجواب سيحدد مصداقية فيفا أمام ملايين المتابعين حول العالم.
