في تطور صادم هز الأسواق العالمية، انهارت أسعار النفط لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ 6 أشهر، مسجلة 58 دولار فقط للبرميل – رقم يعني خسائر يومية تقدر بمليارات الدولارات للدول العربية المنتجة. لأول مرة منذ مايو، يشهد العالم انهياراً نفطياً قد يغير خريطة الاقتصاد العالمي خلال أسابيع، والخبراء يحذرون: كل ساعة تأخير في اتخاذ القرارات الاستثمارية قد تكلف المستثمرين آلاف الدولارات إضافية.
في جلسة مأساوية شهدتها أسواق النفط العالمية، هبط خام غرب تكساس دون حاجز الـ58 دولار النفسي، محطماً توقعات المحللين وسط ذعر يسود غرف التداول. 1.4% خسائر للديزل في يوم واحد تعادل مليارات الدولارات من القيمة السوقية المتبخرة، بينما يروي أحمد الراشد، مستثمر كويتي في أسهم الطاقة: “شاهدت 40% من محفظتي تتبخر خلال الشهرين الماضيين.” وكالة الطاقة الدولية أطلقت تحذيراً صريحاً: “نحن أمام فائض كبير في المعروض” – كلمات أرسلت رعشة خوف في الأسواق العالمية.
قد يعجبك أيضا :
بعد استقرار نسبي استمر منذ أكتوبر، تعود أشباح أزمات النفط السابقة لتطارد الأسواق من جديد في عاصفة مثالية من تراجع الأسهم الأمريكية ووفرة المعروض وضعف الطلب العالمي. المشاهد مشابهة لانهيار 2008، لكن هذه المرة التراجع أكثر تدريجية وأشد خطراً، حيث ارتفعت المخزونات العالمية لأعلى مستوياتها في 4 سنوات كاملة. د. محمد العتيبي، خبير الطاقة السعودي، يحذر من إمكانية انخفاض الأسعار إلى 50 دولار خلال الأسابيع القادمة إذا لم تتدخل القوى المنتجة بحزم.
من الرياض إلى أبوظبي، سيشعر المواطنون بانخفاض أسعار الوقود، لكن الثمن قد يكون أغلى من المتوقع. عبدالله الشمري، سائق تاكسي في الرياض، يعبر عن مشاعر متضاربة: “سعيد بانخفاض أسعار الوقود لكنني قلق من تأثير ذلك على الاقتصاد.” موجة تقشف قادمة في دول الخليج، ومراجعة جذرية لخطط التنمية الطموحة، بينما تنقسم الآراء بين فرحة المستهلكين وقلق المنتجين حول مستقبل الذهب الأسود. سارة المنصوري، المحللة الاقتصادية الإماراتية التي توقعت هذا التراجع، تؤكد: “هذه فرصة ذهبية للمستثمرين الجريئين، لكن حذار من سكين الساقط.”
قد يعجبك أيضا :
58 دولار، 1.4% خسائر، 4 سنوات من المخزونات المرتفعة – أرقام تحكي قصة تحول جذري في أسواق الطاقة العالمية. هل نشهد بداية عصر جديد من النفط الرخيص، أم أن هذا مجرد هبوط مؤقت قبل انطلاقة قوية؟ الوقت ينفد أمام المستثمرين لاتخاذ قرارات حاسمة قد تحدد مصيرهم المالي للسنوات القادمة. السؤال الأهم: في عالم يتحرك بسرعة الضوء، هل ستكون من الرابحين أم من ضحايا تسونامي النفط القادم؟
