في 6.97 كيلومتر تحت الأرض، استيقظت قوة تعادل ألف طن من المتفجرات، وفي لحظات قليلة اخترقت الهزة الأرضية صمت الصباح الهادئ في باليكسير غرب تركيا. زلزال بقوة 4.9 درجة على مقياس ريختر ضرب المدينة التركية على عمق ضحل، مرسلاً تحذيراً طبيعياً لا يمكن تجاهله: تركيا على موعد مع المجهول، والسؤال الأخطر يطرح نفسه الآن – هل هذا مجرد البداية؟
استيقظت فاطمة أوغلو على اهتزاز مفاجئ هز سريرها وأثاث منزلها في باليكسير، وهي تحتضن طفلتها الصغيرة مذعورة. “شعرت وكأن قطاراً سريعاً يمر تحت منزلي”، تروي فاطمة تجربتها المرعبة. تؤكد إدارة الكوارث التركية أن الزلزال كان ضحل العمق، مما يضاعف تأثيره على السطح بنسبة 300%. المعجزة الحقيقية؟ صفر خسائر بشرية رغم أن قوة 4.9 درجة كافية لكسر النوافذ وهز المباني في نطاق 50 كيلومتراً، وهو إنجاز نادر لزلزال بهذه القوة في منطقة مأهولة.
قد يعجبك أيضا :
“هذا قد يكون مجرد البداية لنشاط زلزالي أوسع”، يحذر الدكتور محمد أرسلان، أستاذ الجيولوجيا بجامعة إسطنبول. تقع باليكسير في منطقة نشطة زلزالياً حيث تلتقي صفائح تكتونية عملاقة في صراع جيولوجي مستمر، والضغط المتراكم على صدع شمال الأناضول منذ عقود يبحث عن منافذ للتفريغ. بعد كارثة غازي عنتاب في فبراير 2023 التي أودت بحياة أكثر من 50 ألف شخص، تبقى تركيا في حالة تأهب قصوى. هذا الزلزال أقل قوة من زلزال إزمير 2020 بـ32 مرة، لكنه أخطر من زلزال عادي بـ50 مرة.
من المغتربين العرب إلى السكان المحليين، الجميع يتساءل الآن: هل منازلنا آمنة حقاً؟ يوسف دمير، صاحب مقهى شعبي في المدينة، يصف اللحظات الحرجة: “رأيت الأكواب ترقص على الطاولات لثوانٍ معدودة، وسمعت صرير الأبواب وصراخ الطيور المذعورة”. المتوقع الآن هو مراجعة شاملة لخطط الطوارئ وإجراءات البناء المقاوم للزلازل، بينما ينقسم الناس بين من يقلل من الخطر ومن يستعد للأسوأ. الفرصة ذهبية لمراجعة استعدادات الأسرة قبل فوات الأوان، فالتاريخ يعلمنا أن الطبيعة لا تحذر مرتين.
قد يعجبك أيضا :
زلزال باليكسير اليوم: تحذير طبيعي، صفر خسائر، لكن ألف سؤال عن المستقبل. في عالم تتزايد فيه الكوارث الطبيعية، تبقى الوقاية خير من العلاج. احم نفسك وعائلتك: ابدأ اليوم في إعداد خطة الطوارئ الشخصية، فالسؤال الذي يطرح نفسه بقوة الآن: هل ستكون مستعداً عندما تضرب الأرض مجدداً؟
