في تطور صادم يتكرر كل شتاء، كشفت مديرية الدفاع المدني عن خطأ قاتل يرتكبه آلاف الأردنيين ليلاً دون أن يدركوا أنهم يلعبون بالنار. 15 دقيقة فقط تفصل بين نوم هادئ وموت محقق، حسب الإحصائيات الرسمية التي تؤكد أن 80% من حوادث التسمم بالغاز تحدث أثناء النوم عندما تكون المدافئ مشتعلة. الخبراء يحذرون: مع دخول أبرد أيام الشتاء، تزداد المخاطر كل ليلة.
قد يعجبك أيضا :
أكدت المديرية على خطورة النوم والمدافئ مشتعلة بكافة أنواعها، مشددة على وجوب إغلاق محبس الغاز الرئيس من المصدر، خصوصاً عند استخدام المدافئ التي تفتقر إلى حساسات قياس نسب الغازات السامة. جاء هذا التحذير في أعقاب حوادث مؤسفة شهدتها الأيام الماضية وأسفرت عن إصابات ووفيات ناجمة عن تسرب غاز المدافئ والغازات السامة المنبعثة منها. “أول أوكسيد الكربون مثل قاتل صامت، لا لون له ولا رائحة”، يقول د. عماد السعودي، أخصائي الطب الطارئ، محذراً من الاستهانة بأعراض التسمم الأولية.
قد يعجبك أيضا :
هذا الخطر ليس جديداً، فالحوادث تتكرر سنوياً مع بداية كل شتاء، لكن الصادم هو أن معظم الضحايا لا يدركون الخطر حتى فوات الأوان. السبب الرئيسي وراء استمرار هذه المأساة هو اعتماد الكثيرين على وسائل التدفئة الرخيصة وغير الآمنة بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة. مثل حوادث لندن الكبيرة عام 1952 عندما قتل الضباب الدخاني 12,000 شخص، فإن كمية صغيرة من الغاز السام في غرفة صغيرة تكفي لقتل عائلة كاملة.
قد يعجبك أيضا :
التأثير على الحياة اليومية واضح وملموس – عائلات بأكملها تغير عادات التدفئة والنوم خوفاً من تكرار المأساة. أم محمد، التي فقدت ابنها البالغ 8 سنوات بسبب تسرب الغاز ليلاً، تقول بصوت مختنق: “لم أعد أستطيع النوم، كل صوت في المنزل يرعبني”. المديرية دعت المواطنين إلى تهوية المنازل بشكل دوري لتجديد الهواء والتقليل من تراكم الغازات الضارة، كما شددت على ضرورة الاستثمار في أجهزة الإنذار المبكر رغم تكلفتها الإضافية.
قد يعجبك أيضا :
الحل بسيط لكنه قد ينقذ حياتك وحياة أحبائك: لا تنم أبداً والمدفأة مشتعلة. أغلق محبس الغاز، تأكد من التهوية، واستثمر في جهاز إنذار للغازات السامة. مع توقع انخفاض كبير في حوادث التدفئة إذا التزم الجميع بهذه الإجراءات البسيطة، يبقى السؤال الأهم: هل ستخاطر بحياة أسرتك من أجل توفير بضعة دنانير، أم ستتخذ القرار الصحيح الليلة؟
