في تطور صادم هز مدينة عدن صباح اليوم، أُغلقت محطات بيع الغاز فجأة دون أي مبرر واضح، تاركة آلاف العائلات في حيرة وقلق بالغ. المفارقة المحيرة: هذه المحطات نفسها فتحت أبوابها بشكل طبيعي أمس الأحد، لكنها استيقظت اليوم مغلقة رغم وصول شحنات الغاز كالمعتاد، في مشهد يثير تساؤلات مقلقة حول أسباب خفية قد تكون وراء هذا القرار الغامض.
أم أحمد، ربة بيت من المعلا، تقف أمام إحدى المحطات المغلقة حاملة أسطوانة غاز فارغة، تحكي بإحباط واضح: “جئت كالعادة لأملأ الأسطوانة فوجدت المحطة مغلقة دون أي إشعار، وعندما سألت الجيران قالوا إن كل محطات المنطقة أغلقت فجأة.” المشهد نفسه يتكرر في عدة مديريات بعدن، حيث تجمع المواطنون المذهولون أمام أبواب موصدة لمحطات كانت تعج بالحركة والنشاط قبل ساعات قليلة، مما يؤكد أن الأمر ليس مجرد مشكلة تقنية عابرة.
قد يعجبك أيضا :
هذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها عدن أزمة في توزيع الغاز المنزلي، فمنذ بداية الصراع في اليمن عام 2015، تكررت مثل هذه الأزمات بشكل دوري، لكن ما يجعل أزمة اليوم مختلفة ومثيرة للريبة هو توقيتها المفاجئ وغياب أي تفسير رسمي. الدكتور سالم الحضرمي، خبير الشؤون الاقتصادية، يعلق قائلاً: “عندما تُغلق المحطات دون سبب واضح رغم توفر المخزون، فهذا يشير إلى وجود قرارات إدارية مريبة قد تخفي وراءها مصالح خاصة أو محاولات للتلاعب بالأسعار.”
التأثير لم يقتصر على ربات البيوت فحسب، بل امتد ليشمل أصحاب المطاعم والمقاهي الشعبية الذين اضطروا لإغلاق أبوابهم أو اللجوء للسوق السوداء بأسعار مضاعفة. أبو خالد، صاحب مطعم شعبي، يروي معاناته: “لدي زبائن ينتظرون وجبة الغداء، ولكن بدون غاز لا أستطيع طبخ أي شيء، والآن أفكر في شراء الغاز من السوق السوداء بثلاثة أضعاف السعر.” هذا الواقع المرير يكشف كيف تؤثر هذه الأزمات المفاجئة على دورة الحياة الاقتصادية بأكملها، ويفتح المجال أمام المضاربين لاستغلال حاجة المواطنين الماسة.
قد يعجبك أيضا :
مع حلول المساء، تتزايد المخاوف من أن تكون هذه مجرد بداية لأزمة أكبر قد تستمر لأيام أو حتى أسابيع، خاصة في ظل صمت الجهات المسؤولة وغياب أي بيان رسمي يوضح أسباب الإغلاق أو مدته المتوقعة. السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح: هل ستجد آلاف العائلات في عدن حلولاً لطبخ طعام العشاء الليلة، أم أن هذا الصمت المريب ينذر بأزمة أكبر تلوح في الأفق؟
