في تطور صارم هز قطاع النقل بالمملكة، أعلنت الإدارة العامة للمرور فرض غرامات مدمرة تصل إلى 2000 ريال على الشاحنات والمقطورات غير المجهزة بالإنارة والعواكس المطلوبة. هذا المبلغ يعادل راتب عامل بسيط لأسبوعين كاملين، مما يجعل كل شاحنة غير مجهزة على الطرق السعودية قنبلة موقوتة تهدد جيوب أصحابها قبل أن تهدد أرواح الآخرين.
الكشف المرعب يأتي وسط إحصائيات صادمة تشير إلى أن أكثر من 45,000 شاحنة تجوب الطرق السعودية يومياً، والعديد منها يتحرك في الليل كالأشباح دون إنارة مناسبة. أبو محمد، سائق سيارة عائلية من الرياض، يروي لحظات الرعب التي عاشها: “ظهرت الشاحنة أمامي فجأة كالوحش الأسود، لم أتمكن من رؤيتها حتى اللحظة الأخيرة.” المرور السعودي أكد أن هذه المخالفة تشكل خطراً مباشراً على سلامة مستخدمي الطريق، خاصة في الأوقات الليلية.
قد يعجبك أيضا :
الجذور العميقة لهذا القرار تكشف استراتيجية شاملة لتعزيز السلامة المرورية ضمن رؤية المملكة 2030. د. سعد الغامدي، استشاري هندسة المرور، يؤكد أن 70% من الحوادث الليلية تتضمن مركبات تجارية بسبب ضعف الرؤية. الخبراء يشبهون الشاحنة غير المضيئة بالحوت الأزرق في المحيط المظلم – ضخمة ومميتة ولا تُرى إلا بعد فوات الأوان.
التأثير سيطال حياة الملايين من مستخدمي الطرق، حيث تتوقع العائلات شعوراً أكبر بالأمان أثناء السفر الليلي. من جهة أخرى، المهندس خالد العتيبي، مدير شركة نقل كبرى، استثمر فوراً 50,000 ريال في تجهيز أسطوله بأحدث أنظمة الإنارة: “الاستثمار في السلامة ليس خياراً، بل ضرورة حتمية.” فهد السالم، سائق شاحنة منذ 15 عاماً، يشهد على التغيير: “الإنارة الجيدة غيرت مستوى ثقتي وسلامتي تماماً.”
قد يعجبك أيضا :
الرسالة واضحة والوقت ينفد: جهز شاحنتك اليوم قبل أن تواجه غرامة مدمرة غداً، وقبل أن تكون سبباً في مأساة لا تُغتفر. القرار في أيدي أصحاب الشاحنات الآن، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل تستحق حياة إنسان بريء توفير 200 ريال على معدات الإنارة؟
