في تطور مناخي صادم يهز المملكة، تتجه موجة برد قطبية مدمرة لضرب 11 منطقة سعودية خلال 72 ساعة فقط، حاملة معها درجات حرارة تحت الصفر المئوي في صحراء اعتادت حرارة تتجاوز 50 درجة. الطلب على أجهزة التدفئة انفجر ليتضاعف 10 مرات خلال أيام قليلة، بينما يحذر الخبير المناخي عبدالعزيز الحصيني قائلاً: “هذه عاصفة برد لا يمكن مقاومتها” – في إشارة واضحة لأن المملكة تواجه أبرد أيامها منذ عقود.
تتحرك الكتلة الهوائية القطبية بسرعة مرعبة جنوباً، مغطية مساحة تعادل فرنسا وألمانيا مجتمعتين، لتخلق مشهداً قطبياً مفاجئاً في بلد الصحراء الذهبية. فهد العتيبي، تاجر أجهزة تدفئة في جدة، يكشف الصدمة: “المخازن فرغت خلال ساعات، والناس تتصارع على آخر جهاز تدفئة”. أما أم سارة من الرياض فتروي خوفها المتزايد: “أشاهد أطفالي يرتجفون من البرد لأول مرة في حياتهم، والأنفاس تتجمد أمام أعينهم كالدخان الأبيض”.
قد يعجبك أيضا :
هذه الموجة القطبية تعيد إحياء ذكريات مؤلمة من ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، لكنها تضرب هذه المرة بقوة مضاعفة وتتابع سريع مدمر. التغير المناخي العالمي دفع بالهواء القطبي للتحرك كسيل جارف نحو الجنوب، مما خلق ظاهرة استثنائية لم تشهدها المنطقة منذ عقود. خبراء الأرصاد يؤكدون أن هذا الشتاء “سيُعاد تعريف مفهوم البرد في المملكة”، بينما تتوالى التحذيرات من استمرار الموجة حتى بداية الأسبوع المقبل.
الحياة اليومية تشهد انقلاباً جذرياً مع ارتفاع استهلاك الكهرباء بشكل جنوني، حيث تواجه شبكة الكهرباء الوطنية ضغطاً هائلاً قد يؤدي لانقطاعات في أوقات حرجة. المزارعون يعيشون صراعاً مزدوجاً – فرحة الأمطار المنتظرة مقابل رعب الصقيع المدمر للمحاصيل. أحمد المطيري، مزارع من القصيم، يعبر عن قلقه: “20 عاماً من الزراعة ولم أشهد تحدياً كهذا، الأرض تتجمد تحت أقدامنا”. كبار السن والأطفال يواجهون خطراً حقيقياً، بينما تسجل المستشفيات ارتفاعاً حاداً في حالات أمراض البرد.
قد يعجبك أيضا :
الاستعداد الآن ضروري وحتمي – شراء أجهزة التدفئة الاحتياطية قبل نفادها نهائياً، تخزين الأدوية الأساسية، والعناية المضاعفة بكبار السن والأطفال. الخبراء يحذرون بوضوح: كل ساعة تأخير قد تكلف غالياً، فهذه الموجة ستحول الأيام المقبلة إلى اختبار حقيقي لقدرة السعوديين على مواجهة أقسى تحديات الطبيعة. السؤال الآن ليس متى ستنتهي هذه الموجة، بل هل أنت مستعد فعلاً لمواجهة أبرد 72 ساعة في تاريخ المملكة؟
