في تطور مفاجئ هز أوساط مربي الماشية في المملكة، ضُبط مواطن سعودي متلبساً برعي 25 متناً من الإبل داخل محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية المحظور الرعي فيها تماماً، ليواجه غرامة صادمة تبلغ 12,500 ريال – مبلغ يعادل راتب موظف لمدة شهرين كاملين أو ثمن سيارة مستعملة!
التفاصيل المذهلة تكشف أن 25 متناً من الإبل – قطيع بقيمة تزيد عن 200,000 ريال – كانت تتغذى على نباتات نادرة استغرق تكوينها عقوداً من الزمن. أبو فهد، مربي إبل خمسيني، اكتشف صدفة أن قطيعه دمر منطقة حساسة من النظام البيئي دون علمه. “لم أتوقع أن أدفع 500 ريال عن كل رأس… هذا أكثر من ثمن خروف كامل!” قال وهو يرتجف من الصدمة، بينما تؤكد القوات الخاصة للأمن البيئي أن كل متن يستحق غرامة 500 ريال دون استثناء أو تفاوض.
قد يعجبك أيضا :
هذه الواقعة تأتي ضمن خطة المملكة الطموحة لحماية 30% من أراضيها بحلول 2030، في مواجهة تنامي الضغط على المراعي الطبيعية. الرقيب خالد العتيبي، ضابط الأمن البيئي الذي اكتشف المخالفة خلال دورية روتينية، يوضح: “المشهد كان مؤسفاً… أرض خضراء تحولت لبقع ترابية قاحلة.” الخبراء يحذرون من أن رعي 25 متن إبل قادر على تدمير 10 هكتارات من الغطاء النباتي سنوياً، كقوة إعصار بطيء يدمر النظام البيئي تدريجياً.
التأثير على الحياة اليومية بدأ يظهر بوضوح: ارتفاع متوقع في أسعار اللحوم والألبان، واضطرار المربين لتغيير أنماط الرعي التقليدية التي ورثوها عن آبائهم. محمد الغامدي، مصور طبيعة، يصف ما شاهده: “رأيت آثار الرعي الجائر بأم عيني… الأرض تبدو كصحراء قاحلة خالية من الحياة.” لكن البيئيين يرون فيها فرصة ذهبية: تحسن الغطاء النباتي المتوقع وعودة الحيوانات البرية النادرة لموائلها الطبيعية.
قد يعجبك أيضا :
المملكة مصممة على حماية بيئتها مهما كانت التكلفة، والرسالة واضحة: 12,500 ريال ليست سوى البداية. القوات الخاصة للأمن البيئي تدعو المواطنين للإبلاغ عن أي مخالفات بيئية عبر الأرقام المخصصة مع ضمان السرية التامة. السؤال الذي يؤرق كل مربي ماشية الآن: هل ستكون المخالفة القادمة أغلى… أم أن الدرس وصل أخيراً؟
