انتشرت في الساعات الأخيرة شائعات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، تزعم وجود عرض ضخم بقيمة 10 مليارات يورو من ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، لشراء نادي برشلونة الإسباني. إلا أن التدقيق في حقيقة الأمر يكشف أن القصة حتى الآن لا تتعدى كونها “قنبلة إعلامية” (Bombazo) أطلقتها حسابات على منصة X (تويتر سابقًا) وفيديوهات يوتيوب، وليست خبرًا موثقًا.
لا يوجد عرض رسمي
أكدت مصادر مطلعة أنه لا يوجد أي بيان رسمي من المملكة العربية السعودية، أو من داخل نادي برشلونة، أو حتى من رابطة الدوري الإسباني، يؤكد وجود أي مفاوضات لبيع النادي. وكل التقارير الصحفية الجادة التي تتناول الأوضاع المالية للنادي تركز على خطط إعادة تمويل الديون، وليس البيع لصندوق سيادي.
لماذا بيع برشلونة شبه مستحيل حاليًا؟
يكمن العائق الأكبر أمام أي عملية بيع في طبيعة ملكية النادي. فبرشلونة ليس شركة خاصة، بل هو نادٍ مملوك لأعضائه (Socios). وأي تغيير في هيكل الملكية يتطلب إجراءات معقدة وشبه مستحيلة، تشمل:
- تعديلًا جذريًا في النظام الأساسي للنادي.
- الحصول على موافقة أغلبية الأعضاء عبر تصويت تاريخي. وهو ما يعني عمليًا نسف هوية النادي القائمة منذ تأسيسه.
حقيقة ديون برشلونة
على الرغم من أن ديون النادي الإجمالية تتجاوز بالفعل 2.5 مليار يورو (شاملة ديون التشغيل وتمويل مشروع “Espai Barça”)، إلا أن إدارة النادي الحالية تتحرك في مسارات أخرى غير البيع، مثل إعادة جدولة الديون وبيع أجزاء من الأصول المستقبلية (مثل حقوق البث أو استوديوهات بارسا).
الخلاصة: حتى هذه اللحظة، يظل حديث “شراء برشلونة بـ10 مليارات يورو” مجرد شائعة ضخمتها وسائل التواصل الاجتماعي، ولا تستند إلى أي مفاوضات حقيقية. طبيعة ملكية النادي تجعل فكرة البيع الكامل شبه مستحيلة، ما لم تحدث ثورة داخلية تاريخية تغير هوية النادي.