في تطور صادم هز أروقة البنتاغون، سقط ثلاثة أميركيين قتلى في كمين دموي نفذه تنظيم الدولة الإسلامية قرب مدينة تدمر التاريخية، ليؤكد أن أكثر من 9000 معتقل من عناصر التنظيم المحتجزين في مخيمات شمال سوريا لا يشكلون سوى قمة جبل الجليد. في قلب البادية السورية، حيث تحرس آثار تدمر الخالدة أسرار التاريخ، سال دم أميركي جديد ليذكر العالم أن شبح داعش لم يمت بعد.
انقض المسلحون كالذئاب على الدورية المشتركة الأميركية-السورية، مخلفين وراءهم مشهداً من الدماء والفوضى في منطقة كانت تعتبر آمنة نسبياً. الرقيب مايكل جونسون، جندي أميركي في الثلاثينات، ترك زوجة وطفلين عندما قضى في مهمة لحماية العالم من الإرهاب، بينما أصيب خمسة آخرون في هجوم وصفه وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث بـ”الوحشي”. “إن استهدفتم أميركيين، في أي مكان في العالم، ستمضون بقية حياتكم القصيرة وأنتم تدركون أن الولايات المتحدة ستطاردكم“، هدد هيغسيث بكلمات مشحونة بالغضب.
قد يعجبك أيضا :
تدمر، المدينة التي شهدت أبشع فصول وحشية داعش بين عامي 2015-2016، تعود لتذكر العالم بفصل مظلم من تاريخها. دمر التنظيم آثارها العريقة ونفذ إعدامات جماعية وحشية قبل أن يخسر السيطرة عام 2019، لكن خلاياه النائمة تشبه الأعشاب الضارة – تُقطع من السطح لكن جذورها تبقى تحت الأرض. البادية السورية، الأكبر من مساحة بلجيكا، تستحيل مراقبتها بالكامل، ما يوفر ملاذاً آمناً للإرهابيين المتربصين.
بينما تحلق المروحيات الأميركية في سماء الصحراء لإجلاء الجرحى إلى قاعدة التنف على بُعد 120 كيلومتراً، تتردد أصداء القلق في منازل العائلات الأميركية التي تنتظر أنباء أبنائها. أبو خالد، مواطن من تدمر، يروي بصوت مرتجف: “سمعت الرصاص والانفجارات، ذكرني بأيام داعش المظلمة”. الخبراء يحذرون من أن هذا الهجوم قد يكون مجرد البداية، فيما تشير التقارير إلى فشل قوات التحالف في أخذ التحذيرات السورية المسبقة بجدية.
قد يعجبك أيضا :
مع تعهد الرئيس ترامب بـ”الرد الحاسم” وتكثيف العمليات الأمنية، يبقى السؤال الأكبر معلقاً في الهواء: هل سيكون هذا الهجوم بداية موجة جديدة من إرهاب داعش، أم نهاية لوجوده في المنطقة؟ المعركة ضد الإرهاب لم تنته، وأمن المنطقة يتطلب يقظة دائمة من المجتمع الدولي لمنع عودة الظلام إلى أرض الحضارات.