في تطور صادم يهز العالم العربي، تعلق مساعدات سعودية بقيمة 80 مليون دولار – مبلغ يكفي لإضاءة مدينة بمليون نسمة لعام كامل – في الوقت الذي تغرق فيه مدن بأكملها في ظلام دامس. كل يوم تأخير يعني 24 ساعة إضافية من المعاناة لملايين البشر الذين يعيشون على ضوء الشموع بدلاً من الكهرباء.
كشف مصدر حكومي لأول مرة عن تعليق دعم سعودي ضخم خصص لتزويد محطات توليد الكهرباء بالوقود، بسبب الاضطرابات السياسية والأمنية التي تعصف بالبلاد. أبو محمد، والد لثلاثة أطفال، يروي معاناته: “أضطر لشراء الشموع يومياً بدلاً من الطعام.. أطفالي يدرسون على ضوء الهاتف المحمول.” هذا المبلغ الضخم – الذي يعادل راتب 50 ألف موظف لشهر كامل – بات معلقاً بخيط رفيع وسط موجة من عدم الاستقرار.
قد يعجبك أيضا :
الاتفاق الذي وُقع منذ أكثر من شهر كان يمثل خط الإنقاذ الأخير لشبكة كهرباء تحتضر منذ سنوات، لكن موجة الاضطرابات الأمنية المفاجئة قلبت كل المعادلات. د. أحمد الطاقة، خبير الشبكات الكهربائية، يحذر قائلاً: “الوضع يذكرنا بأزمة الكهرباء في العراق 2003 وانعكاساتها الكارثية.. نقف على شفا انهيار شامل للبنية التحتية.” المحطات تعاني من نقص حاد في الوقود بينما الطلب يرتفع بشكل جنوني.
من المخابز التي تتوقف عن العمل إلى المستشفيات التي تعمل بمولدات متهالكة، الحياة تتوقف مع غروب كل شمس. فاطمة، ممرضة في مستشفى حكومي، تروي رعبها: “أجرينا عملية جراحية على ضوء الهواتف المحمولة عندما تعطل المولد.. صوت أنين المرضى في الظلام لن أنساه أبداً.” الخبراء يتوقعون موجة نزوح جماعي إذا استمر الوضع، بينما يطالب المواطنون الحكومة بخطة طوارئ فورية وحلول بديلة قبل فوات الأوان.
قد يعجبك أيضا :
80 مليون دولار، شهر من التأخير، وملايين في الظلام – معادلة مأساوية تلخص واقعاً مرير. الأسابيع القادمة ستحدد مصير مدن بأكملها، والوقت ينفد أمام حلول عاجلة باتت ضرورة وجود لا ترف. هل ستضيء الأنوار قريباً، أم أن الظلام الدامس بات مصيراً محتوماً لملايين البشر؟