في تطور دبلوماسي استثنائي، نجح نائب وزير الخارجية اليمني في الوصول إلى 5 وسائل إعلام ألمانية رئيسية خلال 24 ساعة لكشف حقائق صادمة عن انتهاكات مليشيا الحوثي. وللمرة الأولى، يفضح مسؤول يمني أمام الإعلام الأوروبي تفاصيل مؤلمة عن اعتقال مئات العاملين في المنظمات الإغاثية، بينما ملايين اليمنيين ينتظرون المساعدات التي لا تصل.
مصطفى نعمان، نائب وزير الخارجية اليمني، قاد حملة إعلامية مكثفة شملت تلفزيون برلين وصحف دي فيلت وشبيجل وDW، مكشوفاً انتهاكات الحوثيين التي طالما بقيت خفية عن الأنظار الأوروبية. “الحوثيون يستخدمون الجوع كسلاح حرب حقيقي”، قال نعمان بحدة واضحة، بينما الصحفيون الألمان يدونون كل كلمة بصدمة بادية على وجوههم. أحمد المساعد، عامل إغاثي يمني، ما زال مختطفاً منذ ثلاثة أشهر لمجرد محاولته توزيع الطعام على الأطفال في صنعاء.
قد يعجبك أيضا :
هذه الجهود الدبلوماسية تأتي على خلفية تصاعد مستمر في انتهاكات الحوثيين ضد المنظمات الدولية، حيث تحولت استراتيجيتهم إلى استخدام المساعدات الإنسانية كسلاح سياسي للضغط على الحكومة الشرعية والمجتمع الدولي. د. هانز شتاين، محلل الشؤون اليمنية في معهد برلين، علق قائلاً: “ما نشهده اليوم يشبه ما حدث في البوسنة عندما منعت القوات المحاصِرة وصول المساعدات للمدنيين”. الخبراء الألمان يتوقعون أن تكون هذه بداية تحول حقيقي في الموقف الأوروبي تجاه الأزمة اليمنية.
التأثير الفوري لهذه التصريحات بدأ يظهر على الأرض، حيث تعيش فاطمة النجار، أم يمنية من تعز، قلقاً مستمراً على مصير ابنها العامل في منظمة إغاثية والذي اختفى منذ شهرين. عائلات بأكملها في المحافظات المحرومة تترقب بأمل كبير أن تؤدي هذه الضغوط الدبلوماسية إلى إطلاق سراح المعتقلين وضمان وصول المساعدات. المنظمات الإغاثية الدولية ترحب بهذه الخطوة، بينما تحذر من أن رد فعل الحوثيين قد يكون عنيفاً أكثر ضد العاملين الباقين في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
قد يعجبك أيضا :
نعمان اختتم جولته الإعلامية بالتأكيد على أن الدبلوماسية اليمنية ستواصل كشف هذه الانتهاكات أمام المجتمع الدولي، مشيداً بالموقف الألماني الداعم لليمن. هذه الجهود قد تمثل فرصة ذهبية لكسب تأييد أوروبي أوسع في الوقت الذي يحتاج فيه الشعب اليمني لكل دعم ممكن. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستنجح هذه الحملة الدبلوماسية في كسر حصار الجوع الذي يفرضه الحوثيون على ملايين اليمنيين؟
