في مشهد اقتصادي صادم هز اليمن، كشفت أسعار الصرف اليوم عن فجوة مدمرة تتجاوز 1000 ريال بين صنعاء وعدن للدولار الواحد، مسجلة 536 ريال في الشمال مقابل 1629 ريال في الجنوب – انهيار يفوق كل التوقعات ويضع ملايين اليمنيين أمام كارثة اقتصادية حقيقية. الخبراء يحذرون: كل دقيقة تأخير قد تعني خسارة مئات الريالات من مدخراتك، والأسوأ لم يأتِ بعد.
فجر السبت 13 ديسمبر، استيقظ اليمنيون على أرقام صادمة من شبكتي الكريمي والنجم للصرافة: الدولار يُباع بـ1617-1629 ريال في عدن مقابل 534-536 ريال فقط في صنعاء – فجوة نسبتها 204% تكشف عمق الأزمة التي تمزق البلاد اقتصادياً. أحمد الزبيدي، موظف في صنعاء يرسل راتبه لأسرته في عدن، يروي معاناته: “راتبي البالغ 200 دولار يذوب في رحلة التحويل، ما كان يكفي لشهر كامل بات لا يكفي لأسبوع واحد”. أصوات ماكينات عد النقود تصدح في محال الصرافة المزدحمة، بينما تمتد طوابير طويلة لمواطنين يحملون أكياساً ضخمة من الأوراق النقدية المحلية المهترئة.
قد يعجبك أيضا :
هذا الانهيار ليس وليد اليوم، بل تراكم مدمر بدأ مع اندلاع الحرب عام 2015 حين كان الدولار يساوي 250 ريالاً فقط، ليصل اليوم لأرقام فلكية تفوق أسوأ التوقعات. انقسام البنك المركزي بين صنعاء وعدن، ونقص حاد في الاحتياطيات الأجنبية، إضافة لاعتماد شبه كامل على الاستيراد، حولوا العملة اليمنية إلى ورقة تذوب مثل الثلج تحت الشمس الحارقة. د. محمد العريقي، الخبير الاقتصادي، يحذر بقوة: “نحن أمام انهيار كامل للاقتصاد إذا لم تتخذ إجراءات عاجلة لتوحيد السياسة النقدية، الوضع أخطر من انهيار الليرة التركية والأرجنتينية مجتمعتين”.
قد يعجبك أيضا :
في الشوارع اليمنية، يجد المواطن البسيط نفسه في متاهة اقتصادية مرعبة: راتبه بالريال اليمني يتبخر قيمته كل ساعة، وأسعار السلع الأساسية ترتفع بوتيرة جنونية. فاطمة النجار، تاجرة صغيرة في عدن، تمكنت من تحويل الأزمة لفرصة: “أستغل فروق الأسعار بين المدن لتوسيع تجارتي، لكن قلبي يعتصر لمعاناة الناس البسطاء”. سالم المقطري، صراف في عدن، يروي مشاهد مؤلمة: “يومياً أرى عملاء يبكون أمامي عندما يكتشفون أن مدخرات عمرهم تحولت لأرقام لا تشتري حتى وجبة طعام واحدة”. الخبراء يتوقعون موجة إفلاسات جديدة للشركات الصغيرة، وتفاقم أزمة الغذاء والدواء، مع احتمالات تحول اليمن لاقتصاد المقايضة إذا استمر هذا التدهور المخيف.
قد يعجبك أيضا :
فجوة الألف ريال بين المدينتين تروي قصة انقسام لا يطال السياسة فحسب، بل يمزق الاقتصاد ويدمر أحلام الملايين. مع استمرار هذا الانهيار المدمر، والأرقام تشير لمزيد من التدهور، يبقى السؤال المصيري معلقاً في الهواء مثل سيف ديموقليس: على المواطنين حماية ما تبقى من مدخراتهم فوراً، وعلى القادة إيجاد حلول جذرية قبل فوات الأوان. كم من الوقت يتبقى أمام الريال اليمني قبل أن يصبح مجرد ورق ملون لا قيمة له؟
