في قرار صاعق هز أروقة التعليم السعودي، أعلنت وزارة التعليم منح 6 ملايين طالب وطالبة إجازة استثنائية لمدة 4 أيام متتالية، في خطوة تاريخية تضع الصحة النفسية فوق التحصيل الدراسي للمرة الأولى في تاريخ المملكة. الخبراء يحذرون: هذا القرار سيغير وجه التعليم إلى الأبد، والعائلات لديها ساعات قليلة لإعادة ترتيب خططها بالكامل.
تكشف التفاصيل المسربة أن هذه الإجازة جاءت ضمن استراتيجية شاملة تركز على الصحة النفسية بعيداً عن الأنماط التقليدية المرهقة. سارة العتيبي، معلمة ابتدائية من الرياض، تقول بانفعال: “أخيراً قرار يضع الإنسان قبل الدرجات… أشعر بالراحة لأول مرة منذ سنوات”. بينما تشهد وكالات السفر والسياحة الداخلية إقبالاً جنونياً، مع ارتفاع الحجوزات بنسبة 300% خلال ساعات من إعلان القرار، في مشهد يذكرنا بهجوم الجراد على الحقول الخضراء.
قد يعجبك أيضا :
يأتي هذا التحول الجذري كجزء من رؤية 2030 الطموحة لتطوير جودة الحياة في المملكة، حيث تسعى الوزارة لكسر الروتين الدراسي المعتاد وتعزيز الاستقرار النفسي. د. محمد الأحمدي، خبير تربوي، يؤكد أن “الصحة النفسية أساس التفوق الأكاديمي، وما نشهده اليوم قد يكون نموذجاً يُحتذى به عربياً”. هذا القرار يضع السعودية في مقدمة الدول التي تتبنى نهج “أنسنة التعليم”، مثلما فعلت فنلندا عندما ثارت على النظام التقليدي وحققت أفضل نتائج تعليمية عالمياً.
لكن القرار لم يخل من التحديات المثيرة للجدل. فاطمة، طالبة ثانوية من جدة، تعبر عن مخاوفها قائلة: “أنا متحمسة للراحة، لكنني قلقة من تأثيرها على تحضيري للاختبارات”. في المقابل، يواجه أحمد المالكي، صاحب مقصف مدرسي، خسائر مؤقتة غير متوقعة بسبب توقف التدفق اليومي للطلاب. هذا التباين في ردود الأفعال يكشف حجم التحدي في التوفيق بين الرغبة الملحة في الراحة والحرص على الأداء الأكاديمي المرتفع، في معادلة معقدة تحتاج توازناً دقيقاً كتوازن راقص على حبل مشدود.
قد يعجبك أيضا :
يظهر واضحاً أن المملكة تسير بخطى ثابتة نحو ثورة تعليمية حقيقية تضع الإنسان في المركز، بعدما أثبتت الدراسات أن الضغط النفسي المفرط يدمر الإبداع أكثر مما يبنيه. الخبراء ينصحون الأسر باستغلال هذه الأيام في الترفيه المنضبط والقراءة الحرة للحفاظ على اللياقة الذهنية. والسؤال الذي يحير الجميع الآن: هل ستساهم هذه الإجازات المتكررة فعلياً في خلق جيل أكثر إبداعاً وتوازناً، أم أنها مجرد تجربة محفوفة بالمخاطر؟
