في تطور صادم هز الأسواق المالية السعودية، شهدت البورصة انهياراً حاداً تبخر خلاله 2.5 مليار ريال في جلسة تداول واحدة، حيث سجل المؤشر الرئيسي انخفاضاً مدوياً بـ127.15 نقطة ليغلق عند مستوى 10,588.83 نقطة. الأرقام تحكي قصة مأساوية: 89% من الشركات المدرجة تنزف، مع سقوط 232 شركة مقابل صمود 28 شركة فقط، في مشهد يذكرنا بكوابيس الأزمات المالية الكبرى.
أحمد المطيري، موظف متقاعد يبلغ من العمر 52 عاماً، يروي صدمته وهو يشاهد شاشة هاتفه: “رأيت 15% من مدخرات التقاعد تختفي أمام عيني خلال ساعات قليلة. كان الأمر كانهيار جليدي – يبدأ ببطء ثم يكتسح كل شيء في طريقه.” وسط هذا النزيف المالي، بلغت كمية الأسهم المتداولة 141 مليون سهم، بينما تراوحت نسب الخسائر بين 3.69% و6.61%، مما يعكس حالة الذعر التي اجتاحت المستثمرين.
قد يعجبك أيضا :
الخلفية وراء هذا الانهيار تكشف عن تراكم ضغوط اقتصادية محلية وعالمية انفجرت اليوم في شكل موجة بيعية مكثفة. د. خالد الراجح، خبير الأسواق المالية، علق قائلاً: “حذرنا من هذا السيناريو منذ شهر، فالمؤشرات كانت تشير إلى فقاعة جاهزة للانفجار.” المشهد في قاعات التداول كان مروعاً – شاشات حمراء في كل مكان، رائحة القهوة المر تملأ المكاتب، وأصوات تنبيهات الخسائر تنطلق من الهواتف دون توقف.
التأثير لم يقتصر على أرقام المؤشرات، بل امتد ليطال الحياة اليومية للمواطنين السعوديين. محمد العتيبي، متداول يومي، شاهد محفظته الاستثمارية تنخفض 50,000 ريال في أقل من ساعتين، مما دفع العديد من الأسر لإعادة النظر في خطط الشراء والاستثمار المستقبلية. بينما يحذر الخبراء من اتخاذ قرارات متسرعة، يرى آخرون في هذا الانخفاض فرصة ذهبية للشراء بأسعار مخفضة، خاصة للمستثمرين طويلي الأمد الذين يملكون الصبر والرؤية الثاقبة.
قد يعجبك أيضا :
في ظل هذه العاصفة المالية، يقف المستثمرون أمام مفترق طرق حاسم: البقاء في حالة ذعر والخروج بخسائر فادحة، أو التحلي بالصبر والاستفادة من الفرص المتاحة. هل ستكون ممن يستفيد من هذا الانخفاض كنقطة دخول استراتيجية، أم ممن يقع فريسة للذعر ويخرج في أسوأ الأوقات؟ الأيام القادمة ستحمل إجابات حاسمة، لكن الثابت أن من يحافظ على أعصابه ويتخذ قرارات مدروسة سيكون الرابح في النهاية.