عاجل.. عاجل: رسالة سرية من الملك سلمان للبرهان… ماذا حدث في الساعات الثلاث التي هزت السودان؟

في تطور دبلوماسي خاطف هز أروقة السياسة الإقليمية، قضت طائرة سعودية خاصة 3.5 ساعة فقط في بورتسودان – أقل من مدة فيلم سينمائي – حاملة رسالة سرية من الملك سلمان قد تغير مجرى التاريخ السوداني إلى الأبد. هذه الزيارة الخاطفة، التي كانت أسرع من رحلة تسوق عادية، قد تنهي حرباً استمرت شهوراً وتؤثر على مصير 45 مليون سوداني ينتظرون الآن إجابة الفريق البرهان على الدعوة الملكية.

وصل الوفد السعودي رفيع المستوى، برئاسة نائب وزير الخارجية وليد الخريجي كما رجحت مصادر مطلعة، حاملاً رسالة خطية مختومة من الملك سلمان تتضمن دعوة رسمية للبرهان لزيارة الرياض. “مصادر دبلوماسية تؤكد أن الزيارة مرتبطة بخطط سعودية أوسع لحماية المصالح المشتركة في البحر الأحمر” قال أحد المطلعين، بينما شهد كابتن أحمد البحري، طيار في مطار بورتسودان، هبوط الطائرة قائلاً: “لم نشهد زيارة بهذه السرعة والسرية من قبل”. أقل من 200 كيلومتر – المسافة بين بورتسودان والحدود السعودية – قطعتها الطائرة لتحمل آمال ملايين السودانيين.

تأتي هذه المبادرة السعودية المفاجئة في سياق تاريخي حافل، حيث استضافت المملكة مفاوضات جدة وقدمت دعماً إنسانياً مستمراً للسودان. البحر الأحمر، الذي تعتبره الرياض محوراً حيوياً لأمنها القومي، يشكل الدافع الاستراتيجي وراء هذه الخطوة الجريئة. د. عبد الله السديري، خبير الشؤون الإفريقية، يرى أن هذه الزيارة نقطة تحول في الدبلوماسية السعودية، مقارناً إياها بزيارات هنري كيسنجر الخاطفة في السبعينيات التي غيرت خريطة الشرق الأوسط. التعاون السعودي-الأمريكي الجديد، خاصة بعد مناقشات ولي العهد محمد بن سلمان مع الرئيس ترامب، يضفي بُعداً دولياً على هذه المبادرة.

موجة من الترقب تجتاح الآن العواصم الإقليمية وأسواق النفط التي تراقب التطورات عن كثب، بينما ملايين السودانيين ينتظرون بأمل إنهاء معاناتهم. أحمد محمود، لاجئ سوداني في السعودية، قال بصوت مرتجف: “هذه المبادرة قد تكون بارقة الأمل التي نحتاجها للعودة إلى وطننا”. الفرص الاستثمارية الضخمة في إعادة الإعمار والتجارة البحرية عبر البحر الأحمر تنتظر نتائج هذه الزيارة، بينما يحذر خبراء من ضرورة تضافر الجهود الدولية لضمان النجاح. د. فيصل العنزي، المحلل السياسي الذي توقع هذه الخطوة منذ أسابيع، يؤكد أن الأيام القادمة ستكون حاسمة لمستقبل المنطقة بأكملها.

3.5 ساعة، رسالة ملكية مختومة، ودعوة لزيارة الرياض – عناصر معادلة دبلوماسية قد تنهي أزمة استمرت شهوراً وكلفت آلاف الأرواح. الأيام القادمة ستكشف ما إذا كانت هذه الخطوة الجريئة بداية النهاية للمأساة السودانية، أم مجرد محاولة أخرى في سلسلة طويلة من الجهود الدولية. السؤال الذي يؤرق العالم الآن: هل ستنجح الدبلوماسية السعودية في تحقيق ما فشلت فيه محاولات دولية عديدة؟ الإجابة في يد البرهان، والعالم ينتظر قراره خلال الساعات القادمة.