في تطور يبشر بنهضة جديدة، حققت محطة المعلا في ميناء عدن إنجازاً تاريخياً بتفريغ 457 حاوية في رحلة واحدة، معلنة عودة قوية لمحطة كانت يوماً نبض التجارة العربية. هذا الرقم يعادل حمولة 915 شاحنة كبيرة تدخل السوق اليمني دفعة واحدة، في مشهد لم تشهده المحطة منذ سنوات طويلة من الركود والإهمال.
شهدت مساء الأحد لحظات حاسمة عندما غادرت باخرة الحاويات Kota Nanhai محطة المعلا بعد إنجاز مهمتها بنجاح تام. الكابتن محمد الملاح، الذي يعمل في الميناء منذ 20 عاماً، لم يخف دموعه وهو يقول: “رأيت المحطة تموت أمام عيني، واليوم أشهد عودة الروح إليها”. المصدر الملاحي أكد أن هذه العملية تمثل نقطة تحول حقيقية في قدرات الميناء التشغيلية، خاصة مع تخفيف الضغط المتراكم على محطة عدن للحاويات الوحيدة.
قد يعجبك أيضا :
خلف هذا الإنجاز قصة طويلة من المعاناة والانتظار. لسنوات، اعتمد ميناء عدن على محطة واحدة فقط، مما خلق اختناقات مرورية بحرية أدت إلى تأخير السفن لأسابيع أحياناً. أحمد التاجر، الذي خسر مئات الآلاف من الريالات بسبب تأخير شحناته، يصف المرحلة السابقة بالقول: “كان الانتظار يقتلنا، والآن نرى بصيص أمل حقيقي”. هذا التطور يأتي ضمن خطة طموحة لاستعادة مكانة عدن كـبوابة التجارة بين آسيا وأفريقيا وأوروبا، الدور الذي لعبه الميناء لعقود قبل سنوات التراجع.
التأثيرات الإيجابية لن تتأخر كثيراً في الوصول للمواطن العادي. خبراء اللوجستيات يتوقعون انخفاضاً بنسبة 15-20% في تكاليف الشحن، مما يعني أسعاراً أقل للسلع المستوردة في الأسواق المحلية. فاطمة العاملة في منطقة المعلا تشهد على التغيير: “المنطقة عادت للحياة، أسمع أصوات الرافعات والسفن مجدداً بعد صمت طويل”. المؤشرات الأولية تشير إلى اهتمام خطوط ملاحية جديدة باستخدام المحطة المُفعلة حديثاً، مما يفتح آفاقاً واسعة للاستثمار في الخدمات اللوجستية والمساندة.
قد يعجبك أيضا :
اليوم، تقف عدن على أعتاب فرصة ذهبية لاستعادة دورها كمحور تجاري إقليمي. بينما تحتفل الباخرة الأولى بإنجازها، تتطلع أعين التجار والمستثمرين نحو التطورات القادمة. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل تشهد هذه اللحظة بداية نهضة حقيقية ستعيد لميناء عدن التاريخي مجده السابق؟
