قال الدكتور ميسرة بكور، مدير المركز العربي الأوروبي للدراسات، إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قدّم خلال المرحلة الأخيرة مصلحة بلاده على مصلحته الشخصية، في محاولة لإثبات أن أوكرانيا ليست الطرف الذي يعرقل مسار السلام، مشيرًا إلى أن بعض الخطوات التي أقدم عليها جاءت في إطار رسائل سياسية موجهة إلى المجتمع الدولي، ولا سيما الولايات المتحدة.
وأوضح بكور، خلال مداخلة على قناة “إكسترا نيوز”، أن أحد البنود التي طُرحت سابقًا، والمتعلقة بإجراء انتخابات خلال فترة زمنية قصيرة، جرى رفضها أوروبيًا، ما دفع زيلينسكي إلى تقديم تنازلات سياسية، لافتًا إلى أن استقالته أو التضحية بموقعه تمثل في الأصل مطلبًا روسيًا أساسيًا لوقف الحرب، كما أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا تربطه علاقة جيدة بزيلينسكي.
وأضاف أن كييف تسعى إلى إظهار أقصى درجات المرونة، حتى لا تُتهم بعرقلة أي مسار نحو وقف إطلاق النار أو التوصل إلى سلام عادل وشامل ومستدام، مشيرًا إلى تصريحات زيلينسكي الأخيرة التي أكد فيها استعداده للذهاب إلى أي مكان دعمًا لجهود السلام.
وأكد بكور أن تعثر المفاوضات لا يعود إلى الجانب الأوكراني، بل إلى روسيا، مستشهدًا بتصريحات المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الذي قال إن موسكو تفضل التفاوض مع الولايات المتحدة وليس أوروبا، معتبرًا أن بعض الدول الأوروبية تسعى إلى استمرار الحرب.
وفي المقابل، شدد مدير المركز العربي الأوروبي للدراسات على أن الولايات المتحدة، رغم سعيها المعلن لإنهاء الحرب، تطلب من أوكرانيا ثمنًا باهظًا، يتمثل في التنازل عن أراضٍ، وتسريح مئات الآلاف من الجنود، والتخلي عن أسلحة استراتيجية، وعدم الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وهو ما وصفه بأنه ليس سلامًا بل استسلامًا مذلًا.
