في ليلة قد تغير مجرى التاريخ الرياضي السعودي، تقف 90 دقيقة فقط بين 35 مليون سعودي وحلم الوصول لنهائي كأس العرب 2025. هذه المواجهة ضد الأردن ليست مجرد مباراة عادية، بل معركة مصيرية قد تحدد مستقبل الكرة السعودية للسنوات القادمة. الخبراء يؤكدون: لأول مرة منذ 5 سنوات، الأخضر على بُعد خطوة واحدة من حلم النهائي العربي.
في قلب الدوحة، يستعد المدير الفني الفرنسي هيرفي رينارد لكشف أوراقه السرية أمام الأردن. التشكيلة المتوقعة تعكس فلسفة التوازن المثالي: نواف العقيدي في المرمى، خط دفاعي من علي مجرشي وحسان تمبكتي ووليد الأحمد ونواف بوشل، بينما يقود سالم الدوسري البالغ من العمر 33 عاماً خط الهجوم بكل خبرته وعزيمته. “أحمد الغامدي”، مشجع من الرياض سافر خصيصاً لهذه المباراة، يقول بتوتر واضح: “قلبي لا يتحمل هذا التشويق، كل دقيقة تمر كأنها ساعة كاملة.”
قد يعجبك أيضا :
هذه المواجهة تذكرنا بـنهائي آسيا 1984 عندما حقق الأخضر حلم القارة الآسيوية، لكن الليلة مختلفة تماماً. الأردن يدخل المباراة بمعنويات جبلية عالية بعد رحلة مذهلة وصلت به إلى المربع الذهبي، والجماهير الأردنية تؤمن بالمعجزة. د. فهد الهريفي، المحلل التكتيكي، يؤكد أن “رينارد يراهن على خبرة محمد كنو في صناعة اللعب، ولكن الخطر الأردني حقيقي ولا يمكن الاستهانة به.” المقارنة واضحة: 4 منتخبات فقط تبقت من أصل 16، والمنافسة أصبحت كامتحان نهائي لا يقبل أنصاف الحلول.
في الشوارع السعودية، تتوقف الحياة تماماً عند صافرة البداية. المقاهي الشعبية تكتظ بالمشجعين، ومبيعات قمصان المنتخب تحطم الأرقام القياسية. محمد العتيبي من الرياض يصف الأجواء: “لم أشعر بهذا التوتر منذ مونديال روسيا، كل بيت سعودي تحول إلى استاد صغير.” السيناريوهات متعددة: إما عبور تاريخي للنهائي يُشعل الفرحة في كل مدينة سعودية، أو خروج مؤلم يترك ندوباً في قلوب الملايين. الفرصة ذهبية لكن التحدي عملاق، والضغط النفسي قد يكون العامل الحاسم في هذه الملحمة الكروية.
قد يعجبك أيضا :
عندما تنطلق صافرة البداية في قطر مساء اليوم، ستحمل معها أحلام شعب بأكمله وآمال جيل كامل في لحظة تاريخية فاصلة. رينارد يملك الخبرة والخطة، واللاعبون يملكون الموهبة والعزيمة، لكن كرة القدم لها منطقها الخاص. هل سيكتب الأخضر اسمه بأحرف من ذهب في سجل التاريخ العربي، أم ستكون هذه ليلة الحسرة الكبرى التي ستطارد الأحلام السعودية لسنوات قادمة؟
