في تطور صادم هز أركان التحالف المناهض للحوثيين، تمكن المجلس الانتقالي الجنوبي من السيطرة على ثلث إنتاج النفط اليمني في أقل من 48 ساعة، مسجلاً بذلك أهم تحول إقليمي منذ استيلاء الحوثيين على صنعاء قبل عقد كامل. الخبراء الأمريكيون يحذرون: هذا التحرك قد يشعل حرباً سرية بين السعودية والإمارات حول السيطرة على موارد الطاقة الاستراتيجية في المنطقة.
كشفت صحيفة المونيتور الأمريكية أن السيطرة المفاجئة على محافظة حضرموت الغنية بالنفط “كانت أكثر من مجرد مكسب في ساحة المعركة”، بل قلبت التحالف الهش ضد الحوثيين رأساً على عقب. أحمد الحضرمي، عامل نفط يبلغ 45 عاماً، يروي بحرقة: “شاهدت أعلام المجلس الانتقالي ترفرف فوق منشآتنا النفطية فجراً، بينما أصوات المدرعات تملأ الشوارع… فقدت وظيفتي وسط هذا الصراع الذي لا ينتهي.” الكاتب صموئيل ويندل يؤكد أن هذا التقدم “يخاطر بإعادة إشعال القتال الأوسع وقد يجر قوى الخليج إلى منافسة شرسة.”
قد يعجبك أيضا :
الصراع الذي امتد لعقد كامل وأنتج واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وصل الآن إلى نقطة تحول حاسمة. فبينما تدعم السعودية الحكومة المعترف بها دولياً، تقف الإمارات خلف المجلس الانتقالي الانفصالي، مما كشف عن شقوق عميقة في علاقة البلدين. مثل لعبة الشطرنج المعقدة، كل حركة على الرقعة اليمنية تغير موازين القوى بشكل جذري. المحللون يؤكدون أن “السيطرة على أصول الطاقة أصبحت محور المنافسة المركزي بين الفصائل المناهضة للحوثيين.”
التأثير لا يقتصر على اليمن وحده، فارتفاع أسعار الوقود في المنطقة بدأ يلوح في الأفق، بينما يعيش سكان حضرموت في توتر وقلق مستمر. د. فاطمة أبو الأسرار تحذر: “النفط لا يمكن أن يجعل الانتقالي يفرض سيطرته بشكل كامل، فهناك طبقة من التجار والسلطات القبلية تحتفظ بنفوذ حقيقي.” الخوف الأكبر أن يستغل الحوثيون هذا الفراغ في السلطة لاستئناف حملتهم العسكرية، مما قد يقلق أصحاب المصلحة الإقليميين ويهدد استقرار أسواق الطاقة العالمية.
قد يعجبك أيضا :
مع احتدام المنافسة على “الذهب الأسود” في حضرموت، تبدو المنطقة على أعتاب تحول جذري قد يعيد تشكيل خريطة النفوذ الإقليمي بالكامل. السؤال الذي يؤرق الجميع الآن: هل ستكون السيطرة على نفط حضرموت بداية النهاية للصراع اليمني، أم بداية فصل جديد أكثر دموية يشعل حرباً سرية بين عمالقة الخليج؟
