في تطور صادم يهز أسس التخطيط الديموغرافي بالمملكة، كشفت أحدث الإحصائيات الرسمية عن انقلاب كامل في الهرم السكاني السعودي، حيث تراجعت نسبة الشباب دون الـ30 عاماً إلى 45% بعد أن كانت تمثل 70% قبل عقدين فقط. الخبراء يحذرون: هذا التحول الجذري سيعيد تشكيل اقتصاد ومجتمع المملكة بالكامل خلال العقد القادم.
الأرقام تكشف حقائق مذهلة: بينما ارتفعت نسبة كبار السن فوق الـ60 عاماً من 3% إلى 12% خلال عقدين، شهدت معدلات المواليد انخفاضاً حاداً من 3.8 طفل لكل امرأة إلى 2.1 فقط. الدكتور محمد الغامدي، خبير الديموغرافيا بجامعة الملك سعود، يؤكد: “نواجه تحولاً تاريخياً يحدث للمرة الأولى في تاريخ المملكة الحديث.” سارة المطيري، مديرة تنفيذية في الثلاثينيات، تعبر عن قلقها: “أشعر بضغط مضاعف لإنجاب أطفال بينما أركز على مسيرتي المهنية.”
قد يعجبك أيضا :
هذا التحول الديموغرافي ليس وليد الصدفة، بل نتيجة لعوامل متداخلة بدأت مع رؤية 2030. ارتفاع مستوى التعليم وخاصة تعليم المرأة، والتحول الاقتصادي نحو القطاعات المعرفية، إضافة إلى تغير أولويات الشباب السعودي، كلها عوامل ساهمت في هذا التحول. المقارنات الدولية تُظهر أن ما تشهده السعودية يشبه التحول الذي شهدته اليابان وكوريا الجنوبية، لكن بوتيرة أسرع بثلاث مرات.
التأثير على الحياة اليومية للمواطنين بات واضحاً بشكل مثير للقلق. نقص في العمالة الشابة يضرب القطاعات الحيوية، بينما ترتفع تكاليف الرعاية الصحية لكبار السن بنسبة 15% سنوياً. أحمد العتيبي، صاحب مطعم شعبي بالرياض، يشكو: “لا أجد شباباً سعوديين للعمل، والذين أجدهم يطلبون رواتب عالية جداً.” السيناريوهات المستقبلية تشير إلى ضرورة استقدام 2.5 مليون عامل أجنبي إضافي بحلول 2035، مما يثير تساؤلات حول الهوية الثقافية والاستدامة الاقتصادية.
قد يعجبك أيضا :
أمام هذا التحول التاريخي، تقف المملكة على مفترق طرق حاسم. الحكومة تسابق الزمن لتطوير سياسات جديدة تشمل تحفيز الإنجاب، وتأهيل كبار السن للمشاركة الاقتصادية، والاستثمار المكثف في الذكاء الاصطناعي لتعويض نقص العمالة. السؤال الذي يؤرق خبراء التخطيط: هل ستنجح هذه الإجراءات في تجنب “فخ الشيخوخة” الذي وقعت فيه دول متقدمة أخرى؟
