في تطور مناخي خطير يهدد حياة الملايين، يستعد أكثر من 6 ملايين يمني لمواجهة ليلة من البرد القارس مع إطلاق تحذيرات حمراء من المركز الوطني للأرصاد الجوية. البرد القطبي يتسلل إلى 75% من محافظات اليمن في موجة استثنائية لم تشهدها البلاد منذ شتاء 2019 المأساوي. الساعات القادمة ستحدد مصير آلاف الأسر العالقة في قبضة الطقس المميت.
الرعب يخيم على مرتفعات اليمن حيث أعلن المركز الوطني حالة الطوارئ في 8 محافظات تضم البيضاء وصنعاء وصعدة، بينما تشهد 17 محافظة تأثيرات متفاوتة للموجة المدمرة. “البرد سيكون قاتلاً للفئات الحساسة”، يحذر خبراء الأرصاد، بينما تروي أم أحمد من صنعاء قصتها المؤلمة: “أولادي الثلاثة يرتجفون من البرد، والكهرباء منقطعة منذ ساعات، أحاول تدفئة البيت بأي وسيلة متاحة”. الضباب الكثيف يحجب الرؤية إلى أقل من 100 متر، مما يحول الطرق الجبلية إلى فخاخ موت حقيقية.
قد يعجبك أيضا :
هذه الموجة الاستثنائية تأتي نتيجة كتلة هوائية قطبية نادرة تجتاح شبه الجزيرة العربية، مدفوعة بتيارات جوية من سيبيريا تخترق المنطقة العربية. التضاريس الجبلية الوعرة في اليمن تضاعف من شدة التأثير، حيث تحبس الهواء البارد في الأودية والمرتفعات. الدكتور عبدالله الوادعي، خبير الأرصاد الجوية، يؤكد أن “هذه الموجة تفوق في شدتها موجة 2019 التي أودت بحياة 15 شخصاً”، محذراً من احتمال استمرارها لأسبوع كامل مع إمكانية تساقط ثلوج في المرتفعات العالية.
الحياة تتوقف تدريجياً في المدن اليمنية مع إغلاق الطرق الجبلية الرئيسية وانقطاع التيار الكهربائي في مناطق واسعة. المستشفيات تستعد لاستقبال حالات الاختناق وانخفاض حرارة الجسم، بينما تكافح فرق الإسعاف مثل محمد الحوثي للوصول إلى المناطق النائية عبر طرق محفوفة بالمخاطر. السلطات المحلية تحث المواطنين على عدم مغادرة منازلهم إلا للضرورة القصوى، مع توزيع البطانيات في المراكز المجتمعية. علي صالح، مزارع من البيضاء، يروي بحزن: “تجمدت المياه في خزانات منزلي، ومحاصيلي مهددة بالتدمير الكامل”.
قد يعجبك أيضا :
الساعات القادمة حاسمة في تحديد حجم الكارثة المناخية التي تواجه اليمن. الخبراء يتوقعون ارتفاع عدد الحالات الطبية الطارئة، خاصة بين الأطفال وكبار السن، مع احتمال حدوث حوادث مرور قاتلة بسبب الضباب الكثيف. هل سيتمكن اليمنيون من تجاوز هذه الليلة المرعبة سالمين، أم أن البرد القطبي سيحصد أرواحاً جديدة في بلد يعاني بالفعل من ويلات الحرب؟ الطبيعة لا تنتظر، والوقت ينفد بسرعة البرق.
