في تطور مذهل يعكس حرص المملكة على تقديم أفضل الخدمات للمسلمين، تستعد 294 حديقة في مكة المكرمة لاستقبال فصل الشتاء بمساحة خضراء مترامية تتجاوز المليوني متر مربع – رقم يضعها في مصاف أجمل عواصم العالم. هذه الأرقام المذهلة تحول العاصمة المقدسة إلى واحة حضرية تتنفس بها آلاف العائلات يومياً، في مشهد يجسد روعة التطوير والاهتمام بجودة الحياة.
تشمل أعمال التهيئة الشاملة التي نفذتها أمانة العاصمة المقدسة صيانة وتطوير المسطحات الخضراء وشبكات الري والألعاب والممرات عبر جميع نطاقات مكة. أم أحمد، التي تزور حديقة الرحمة أسبوعياً مع أطفالها الثلاثة، تعبر عن سعادتها: “المرافق أصبحت رائعة والأطفال يستمتعون بأمان كامل”. الأرقام تحكي قصة إنجاز استثنائي: 174,264 شجرة و7,069 نخلة شامخة توزع الظلال والأكسجين، إلى جانب 83 ساحة و184 ملعباً و11 نافورة جمالية تضفي سحراً خاصاً على المشهد.
قد يعجبك أيضا :
يأتي هذا المشروع الطموح ضمن رؤية شاملة لتحويل مكة المكرمة إلى مدينة عالمية تجمع بين الروحانية والحداثة. أبو سالم، المهندس الزراعي في الأمانة، يوضح أن الفرق الفنية المتخصصة عملت ليل نهار لضمان جاهزية المرافق، مؤكداً أن التطوير شمل حدائق القمر والرحمة والإيمان في النطاق الشرقي، وحدائق المجدوعي والنهضة في الجنوبي، ووصولاً إلى اللؤلؤة والثريا في النطاق الشمالي. هذا التوزيع الجغرافي المدروس يضمن وصول الخدمة لكل حي ومنطقة سكنية.
التأثير لا يقتصر على الجمال فحسب، بل يمتد إلى تحسين جودة الحياة لمليوني مقيم وملايين الزوار سنوياً. خالد العتيبي، المهتم بالشؤون البيئية، يرى في المشروع “نموذجاً للتنمية المستدامة يحقق التوازن بين التطوير العمراني والحفاظ على البيئة”. محمد علي، زائر من باكستان، يعبر عن إعجابه: “لم أتوقع أن أجد هذا المستوى من التطور في المرافق الترفيهية”. المساحات الخضراء تمنح العائلات فرصة الاستمتاع بنسمات الهواء العليل وأصوات خرير المياه من النوافير، بينما يمرح الأطفال في ملاعب آمنة ومجهزة بأحدث المعايير.
قد يعجبك أيضا :
هذا الإنجاز الحضاري يطرح سؤالاً مهماً: هل ستصبح حدائق مكة النموذج الذي تحتذي به باقي المدن السعودية؟ مع استمرار جهود التطوير ووجود خطط مستقبلية لتحديث المرافق، تتجه مكة المكرمة لتكون ليس فقط قبلة المسلمين الروحية، بل أيضاً وجهتهم المفضلة لقضاء أوقات عائلية ممتعة في أحضان الطبيعة. الدعوة مفتوحة لجميع السكان والزوار لاستكشاف هذه الواحات الخضراء والاستمتاع بخدماتها المتميزة، مع الحرص على المحافظة على نظافتها لتبقى إرثاً جميلاً للأجيال القادمة.
