صراحة نيوز- تم، الاثنين، إطلاق 3 دراسات وطنية لقياس هدر الغذاء في الأردن، والتي تقدم لأول مرة أرقاما دقيقة في قطاعات المنازل والمطاعم والفنادق والمستشفيات.
أوضح الأمين العام لوزارة الزراعة، محمد الحياري، أن هذه الدراسات تمثل علامة فارقة في مسيرة الأردن نحو تعزيز أمنه الغذائي، مشيراً إلى أن امتلاك أرقام دقيقة حول حجم الهدر الغذائي ينقل عملية صنع القرار من مرحلة التقديرات والانطباعات إلى مرحلة التخطيط المبني على البيانات.
أشار إلى أن نتائج هذه الدراسات ستسهم في صياغة سياسات أكثر فاعلية وتوجيه الاستثمارات نحو حلول عملية تقلل الفاقد الغذائي وتحد من آثاره الاقتصادية والبيئية.
أكد الحياري الشراكة الفاعلة مع برنامج الأغذية العالمي ودعمه الفني والتقني الذي أسهم في إنجاز هذه الدراسات وفق أفضل المعايير الدولية، مشيراً إلى أن دعم البرنامج للأردن لم يقتصر على إعداد الدراسات، بل شمل تعزيز الجهود الوطنية في الأمن الغذائي وتحويل نظم الغذاء إلى نظم أكثر استدامة ومرونة لمواجهة التحديات الإقليمية والعالمية.
بيّن المدير العام لدائرة الإحصاءات العامة، حيدر فريحات، أن نتائج الدراسات أظهرت أن القطاع المنزلي هو الأكبر من حيث كميات هدر الغذاء، إذ بلغ معدل الهدر السنوي للفرد نحو 81.3 كيلوغرام، مع تسجيل أعلى المعدلات في محافظة الزرقاء وأدناها في محافظة عجلون.
أرجعت الدراسة الأسباب الرئيسية للهدر في القطاع الأسري إلى أنماط الاستهلاك والعادات الشرائية وضعف إدارة الطعام داخل الأسر، مما يستدعي إجراء دراسات وطنية متخصصة مستقبلا لرصد سلوكيات الشراء والاستهلاك الغذائي بشكل أكثر تفصيلا.
أوضح فريحات أن دراسة منفصلة شملت 896 مطعماً في مختلف محافظات المملكة أظهرت أن كمية الهدر بلغت نحو 12,291 طناً، وأن النسبة الكبرى من الهدر تحدث في مرحلتي التجهيز والإعداد، نتيجة سوء التخطيط وإدارة المشتريات، وعدم القدرة على إعادة التدوير، إلى جانب سلوك الزبائن والموظفين، مع تصدر محافظات عمان وإربد والزرقاء حجم الهدر بما يتناسب مع كثافة انتشار المطاعم فيها.
بين فريحات أن إجمالي كميات الهدر في قطاع الفنادق خلال عام 2024 بلغ نحو 3,739 طناً من الطعام، توزعت حسب الأصناف على النحو الآتي: الخضراوات بنسبة 29%، والقمح ومنتجاته بنسبة 13.2%، والأرز بنسبة 13.1%.
سجلت أعلى نسبة هدر في الفنادق خلال مرحلة التقديم بنسبة 44.4%، تلتها مرحلة التجهيز والإعداد بنسبة 37.3%، ثم مرحلة ما قبل الإعداد بنسبة 18.3%. ووجدت الدراسة أن سلوك الموظفين كان السبب الرئيسي للهدر، يليه عدم إمكانية إعادة التدوير، فيما جاء سلوك الزبائن في المرتبة الأخيرة.
أوضح فريحات أن دراسة قطاع المستشفيات شملت أربعة مستشفيات من القطاعين العام والخاص، مبينة أن إجمالي الهدر الغذائي السنوي بلغ نحو 1,302 طن، مؤكداً الحاجة إلى تدخلات لتحسين التخطيط الغذائي، وضبط حجم الحصص، وتطوير أنظمة رقمية للطلب المسبق، بما يسهم في تقليل الهدر وزيادة كفاءة إدارة الموارد.
أكدت النتائج أن هذه الأرقام ستدمج ضمن النظام الإحصائي الوطني لتكون مرجعاً رسمياً لصناع القرار والباحثين، مشدداً على التزام الدائرة بتطوير أدوات الرصد والمتابعة لتكون هذه النتائج نقطة انطلاق لبرامج وطنية أكثر دقة وفاعلية.
أشارت الممثلة المقيمة والمديرة القطرية لبرنامج الأغذية العالمي في الأردن، أنتونيلا دابريل، إلى أن إطلاق أول أرقام رسمية في الأردن حول هدر الغذاء يعد إنجازاً بارزاً، يسهم في إرشاد عملية صنع السياسات المبنية على الأدلة ورفع مستوى الوعي العام بقضية هدر الغذاء.
عبّرت دابريل عن فخر برنامج الأغذية العالمي بتقديم خبراته الفنية لدعم تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2021–2030، مؤكدة أن سد الفجوة المعلوماتية يمهد الطريق لتدخلات أكثر فاعلية واستخدام أمثل للموارد المحدودة.