في تطور صادم يهز الضمير الإنساني، تسجل العملة اليمنية انهياراً تاريخياً غير مسبوق بفجوة تصل إلى 1,094 ريال بين صنعاء وعدن لشراء دولار واحد فقط. هذا الرقم المرعب يعني أن كل يمني يخسر ما يعادل راتب شهر كامل مع كل تحويل بسيط، في كارثة اقتصادية تشطر الوطن إلى عالمين منفصلين. كل ثانية تمر، والمواطن اليمني يخسر ثروته بصمت مدوي.
الأرقام الصادرة عن مرصد بقش تكشف مأساة حقيقية: الدولار في صنعاء يُباع بـ 536 ريالاً، بينما في عدن يصل إلى 1630 ريالاً – فارق يعادل 304% في نفس البلد ونفس اللحظة. أحمد المحولي، موظف يمني في الخليج، يروي مأساته بصوت مكسور: “كنت أحول 500 دولار شهرياً لأسرتي، الآن أكتشف أنني أخسر 500 ألف ريال شهرياً حسب المدينة التي تصلها الأموال”. هذا الانقسام النقدي المجنون يحول التحويلات البسيطة إلى كابوس يومي يقض مضاجع الملايين.
قد يعجبك أيضا :
الخبراء يرجعون هذه الكارثة إلى انقسام البنك المركزي اليمني منذ 2016، حيث تدير كل منطقة سياسة نقدية منفصلة كأنها دولة مستقلة. د. عبدالله الاقتصادي، المحلل المالي المخضرم، يحذر بقوله: “هذا ليس تقلباً عادياً، هذا انهيار منظم للعملة أخطر من أزمة زيمبابوي”. الصراع المستمر منذ 9 سنوات حوّل وطناً واحداً لاقتصادين متناحرين، والنتيجة مأساة إنسانية بأرقام مرعبة تفوق خيال أسوأ الاقتصاديين.
التأثير المدمر يخترق كل تفاصيل الحياة اليومية للمواطنين: من شراء رغيف الخبز إلى دفع الإيجار، كل شيء أصبح محيراً ومكلفاً. فاطمة، ربة بيت من عدن، تبكي وهي تقول: “راتب زوجي لا يكفي حتى لأسبوع واحد بعد هذه الأسعار الجنونية”. المغتربون اليمنيون يواجهون كابوس اختيار المدينة التي يحولون إليها أموالهم، بينما التجار يحققون أرباحاً خيالية من المضاربة على معاناة الناس. الخبراء يتوقعون موجات هجرة جديدة وتفككاً أكبر للنسيج الاجتماعي إذا لم يتدخل المجتمع الدولي فوراً.
قد يعجبك أيضا :
أمة تتمزق اقتصادياً، وعملة واحدة بثلاثة أسعار مختلفة، ومأساة إنسانية تتكشف بأرقام صادمة تفوق الخيال. المجتمع الدولي أمام لحظة حاسمة للتحرك قبل الانهيار الكامل للاقتصاد اليمني، بينما الملايين ينتظرون معجزة توحد عملتهم قبل أن تصبح كلمة “يمن واحد” مجرد ذكرى مؤلمة من الماضي.
