في تطور صادم يهز عالم الكرة السعودية، كشف الإعلامي الرياضي متعب الهزاع حقائق مذهلة حول سبب حصول نادي واحد فقط من أصل 4 أندية كبرى على اهتمام المستثمرين الجدي. الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال ينتظر منذ سنوات للاستثمار في الهلال، بينما تواجه أندية النصر والأهلي عزوفاً مثيراً من رجال الأعمال رغم شعبيتهما الجارفة. نافذة الفرص تنغلق تدريجياً، والسؤال المحوري: ما الذي يجعل مستثمراً يهرب من أندية بملايين المشجعين؟
خلال ظهوره المثير في برنامج “نادينا” على قناة MBC، فجّر الهزاع قنبلة إعلامية بكشفه الأسباب الحقيقية وراء تجاهل المستثمرين لعملاقي كرة القدم السعودية. “المشاكل الإدارية والمالية المتراكمة تقلل من جاذبية الناديين استثمارياً”، هكذا لخّص الهزاع المأزق بصراحة قاسية. أحمد العتيبي، مشجع النصر منذ 20 عاماً، لا يخفي إحباطه: “أشاهد ناديي يتراجع بينما الهلال يحلق عالياً بعرض الأمير الوليد”. المفارقة المؤلمة أن حجم المشاكل المتراكمة في النصر والأهلي يوازي حجم ديون دولة صغيرة، بينما يبدو الهلال كصاروخ مستعد للانطلاق.
قد يعجبك أيضا :
الجذور العميقة لهذا التفاوت تمتد لسنوات من سوء الإدارة وتراكم الأزمات المالية التي حولت أندية بتاريخ عريق إلى “بيوت تحتاج إصلاحات كبيرة قبل بيعها” كما يصفها خبراء الاستثمار الرياضي. مشروع الخصخصة، الذي يأتي ضمن رؤية السعودية 2030 لتطوير القطاع الرياضي، يواجه تحدياً حقيقياً في جذب استثمارات خاصة للأندية المتعثرة. النماذج العالمية الناجحة مثل تحول مانشستر سيتي من نادٍ متعثر إلى قوة عالمية بعد الاستثمار الإماراتي تؤكد إمكانية النجاح، لكن فقط بعد الحل الجذري للمشاكل المتراكمة.
ملايين المشجعين يترقبون اليوم مصير أنديتهم بقلب مفعم بالقلق والأمل المختلط. محمد السبيعي، إداري سابق في أحد الأندية، يروي بمرارة: “كنا نرى الملفات تتراكم في المكاتب كالجبال، والمشاكل القانونية تأكل المستقبل”. بينما تشهد قاعات مفاوضات الهلال صخباً وحيوية، تبدو مكاتب النصر والأهلي كقطار متوقف في محطة مهجورة. الفرصة الذهبية أمام المستثمرين الجادين لا تزال متاحة، لكن النافذة تضيق يوماً بعد يوم. د. سعد المالكي، خبير الاستثمار الرياضي، يحذر: “المشاكل المالية لا تقلل القيمة فحسب، بل تخلق مخاطر قانونية معقدة”.
قد يعجبك أيضا :
خريطة جديدة للقوى في الكرة السعودية تتشكل الآن حسب نجاح أو فشل مشاريع الخصخصة. الإصلاحات الجذرية أو التأجيل الدائم – هذا هو الخيار الوحيد المتبقي أمام إدارات النصر والأهلي. على الأندية المتعثرة الإسراع في حل مشاكلها قبل أن يفقدوا القطار نهائياً، وعلى المستثمرين تقييم الفرص بحذر شديد. السؤال الذي يؤرق الجميع اليوم: هل ستنجح إدارات النصر والأهلي في إنقاذ مستقبل أنديتها قبل فوات الأوان، أم أن عصر الهيمنة الثنائية للهلال والاتحاد قد بدأ فعلاً؟
