في تطور مفاجئ يبعث الأمل في نفوس الملايين، حافظت العملة اليمنية على استقرار نادر أمام الدولار الأمريكي والريال السعودي، مسجلة 1617 ريال للدولار الواحد – رقم ظل ثابتاً لأول مرة منذ شهور طويلة من التقلبات المدمرة. البنك المركزي في عدن يعلن نجاحه في ضبط المضاربات التي عصفت بالاقتصاد، فيما يتساءل الخبراء: هل ينجح أخيراً في كسر دائرة التقلبات المدمرة نهائياً؟
شهدت أسواق الصرافة في العاصمة عدن ومحافظة حضرموت هدوءاً استثنائياً صباح اليوم الإثنين، حيث استقرت أسعار الدولار عند 1617 للشراء و1632 للبيع، بفارق 15 ريال فقط – أقل هامش ربح شهدته الأسواق منذ فترة طويلة. محمد الصراف، صاحب محل صرافة في المعلا، يحتفل قائلاً: “أول يوم أنام مرتاح البال منذ شهور، لا مضاربات ولا تقلبات جنونية”. التوحيد الكامل للأسعار بين المحافظتين يشير إلى استقرار حقيقي في السوق لأول مرة منذ سنوات.
قد يعجبك أيضا :
جاء هذا الاستقرار بعد سنوات مريرة عاشها اليمنيون مع تقلبات عملة وصلت في أسوأ فتراتها إلى أكثر من 2000 ريال للدولار الواحد. التدخل الحاسم للبنك المركزي من خلال إجراءات مستمرة لضبط المضاربات أثمر عن هذا الهدوء النسبي، مما يذكرنا بآخر فترة استقرار شهدتها العملة قبل اندلاع الأزمة في 2015. د. سالم الاقتصادي، المحلل المالي اليمني، يرى أن “الاستقرار قد يستمر إذا واصل البنك المركزي سياساته الحكيمة”، لكنه يحذر من ضغوط خارجية محتملة.
على أرض الواقع، يتنفس المواطنون الصعداء بعد أشهر من القلق المستمر. أحمد المعلم، الموظف الحكومي من عدن، يحسب أن راتبه الشهري يكفي الآن لشراء 100 دولار لعلاج ابنته، بدلاً من 50 دولار فقط كما كان الحال قبل أسابيع. فاطمة التاجرة، مستوردة الأدوية من تعز، تؤكد: “أخيراً يمكنني التخطيط لمشترياتي دون خوف من مفاجآت مدمرة”. أسعار الأدوية والمواد الأساسية بدأت تشهد استقراراً ملحوظاً، مما يبشر بتحسن تدريجي في مستوى المعيشة إذا استمر هذا الوضع.
قد يعجبك أيضا :
رغم التفاؤل الحذر، يبقى السؤال الأكبر معلقاً: هل نشهد بداية انفراج اقتصادي حقيقي، أم مجرد هدوء مؤقت قبل عاصفة جديدة؟ الخبراء يدعون إلى دعم جهود البنك المركزي وتجنب العودة للمضاربات المدمرة. قدرة هذا الاستقرار على الصمود ستحدد مصير اقتصاد كامل وحياة ملايين اليمنيين الذين عانوا طويلاً من تقلبات العملة القاتلة.
