في تطور صادم يضع الاقتصاد اليمني على حافة الهاوية، سجلت أسعار صرف الريال اليمني فجوة تاريخية مدمرة تصل إلى 203% بين صنعاء وعدن، حيث يدفع مواطنو عدن 1083 ريالاً إضافياً مقابل كل دولار واحد مقارنة بإخوانهم في صنعاء. هذه ليست مجرد تقلبات عادية، بل تسونامي نقدي حقيقي يهدد بتدمير ما تبقى من النظام الاقتصادي اليمني خلال ساعات.
أم أحمد، موظفة في عدن تبلغ من العمر 45 عاماً، تروي مأساتها بصوت مختنق: “راتب ابني 100 دولار من السعودية يساوي 53,400 ريال في صنعاء، لكنني هنا أحصل على 161,700 ريال فقط!” هذا المشهد يتكرر في آلاف البيوت اليمنية، حيث تحولت العملة الواحدة إلى عملتين مختلفتين كلياً. الدكتور عبدالله النقدي، الخبير الاقتصادي، يحذر بقوة: “هذه الفجوة تشير إلى انهيار وشيك للنظام المصرفي بأكمله.”
قد يعجبك أيضا :
الأسباب وراء هذه الكارثة تعود إلى انقسام البنك المركزي اليمني منذ عام 2016، حيث تدير كل منطقة سياستها النقدية بشكل منفصل. الحرب المستمرة منذ عقد كامل، إلى جانب نضوب الاحتياطيات النقدية وانقطاع عائدات النفط، خلقت بيئة اقتصادية منقسمة لم يشهد العالم مثيلاً لها منذ انهيار ألمانيا عام 1945. محمد العامل البالغ 28 عاماً يصف الوضع بمرارة: “أشعر وكأنني أعيش في بلدين مختلفين، راتبي يفقد نصف قيمته بمجرد الانتقال من مدينة لأخرى.”
التأثير على الحياة اليومية أصبح كابوساً حقيقياً، حيث ارتفعت أسعار المواد الأساسية في عدن بنسبة 200% مقارنة بصنعاء. العائلات تواجه استحالة التخطيط المالي، والتجار توقفوا عن التبادل التجاري بين المدينتين. خالد المضارب، تاجر يبلغ 32 عاماً، يكشف الجانب الآخر من المأساة: “أجني آلاف الدولارات يومياً من نقل الأموال بين المدينتين، لكنني أرى معاناة الناس وأشعر بالذنب.” الخبراء يتوقعون مزيداً من التدهور، مع احتمالية انهيار كامل للريال اليمني واستبداله بالدولار والريال السعودي في المناطق الجنوبية.
قد يعجبك أيضا :
الوضع الحالي يضع ملايين اليمنيين أمام خيارات مؤلمة: إما فقدان مدخراتهم أو المغامرة بتهريب أموالهم عبر الطرق الخطيرة. المجتمع الدولي مطالب بالتدخل العاجل لمنع كارثة إنسانية أكبر، بينما على المواطنين حماية أنفسهم بالتحول للذهب أو العملات الأجنبية فوراً. السؤال المؤرق: هل سيصبح الريال اليمني مجرد ذكرى في متاحف العملات العربية؟
