في تطور صاعق هز العالم، أعلنت أوكرانيا استعدادها للتخلي عن حلمها الدستوري في الانضمام لحلف الناتو لأول مرة منذ 2019، وذلك خلال محادثات سرية استمرت 5 ساعات مصيرية في برلين. بعد 1095 يوماً من الحرب الطاحنة، تقف أوكرانيا أمام أكبر تحول استراتيجي في تاريخها الحديث، حيث تستأنف المفاوضات الحاسمة صباح اليوم لتحديد مصير 44 مليون أوكراني.
في لقاء سري ضم الرئيس زيلينسكي والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر صهر ترامب، شهدت العاصمة الألمانية تحولاً جذرياً في الموقف الأوكراني. “أُحرز تقدم كبير” كما صرح ويتكوف، بينما أكد مستشار زيلينسكي دميترو ليتفين أن المسؤولين يدرسون مسودة وثائق تاريخية. “أنا ماريا، لاجئة أوكرانية في بولندا منذ 3 سنوات، أخشى أن تكون تضحياتنا بلا معنى إذا تنازلنا عن حلم الناتو”، تقول بصوت مختنق بالدموع.
قد يعجبك أيضا :
هذا التحول يأتي بعد سنوات من النضال الأوكراني، حيث أدرجت كييف هدف الانضمام للناتو في دستورها عام 2019، لكن الضغوط الواقعية والرفض الغربي للدعم الفوري دفعها لإعادة النظر. مثل تشرشل الذي ضحى بالإمبراطورية لإنقاذ بريطانيا، يضحي زيلينسكي اليوم بحلم الناتو لضمان بقاء أوكرانيا. “هذا بالفعل حل وسط من جانبنا” كما أعلن الرئيس الأوكراني، مطالباً بضمانات أمنية ملزمة قانونياً من الولايات المتحدة وأوروبا.
يتوقع الخبراء أن يؤدي هذا التنازل التاريخي إلى عودة محتملة لـ6 ملايين لاجئ أوكراني، واستقرار أسعار الطاقة والغذاء عالمياً. سيرجي، جندي أوكراني على الجبهة، يروي: “سمعنا الخبر عبر الراديو، البعض بكى، البعض صرخ بفرح”. الأسواق العالمية تترقب بحذر، حيث تلوح فرص استثمارية ضخمة في إعادة الإعمار، بينما تحذر دول البلطيق من تداعيات هذا التحول على الأمن الأوروبي.
قد يعجبك أيضا :
أمام هذا التحول الجيوسياسي الجذري، تبدأ أوكرانيا فصلاً جديداً قد يعيد تشكيل خريطة الأمن الأوروبي. مع استئناف المفاوضات اليوم، يحبس العالم أنفاسه منتظراً الإجابة على السؤال الأكبر: هل ستحقق هذه التضحية التاريخية السلام المنشود لشعب عانى ألف يوم من الحرب… أم ستفتح باباً لمطالب روسية جديدة تعيد رسم خريطة أوروبا الشرقية؟
