في تطور مروع كان بإمكانه أن يصبح كابوساً لعشرات العائلات، اصطدم قطار ركاب إكسبريس مطروح رقم 299/3971 بسيارة نقل محملة بأعمدة كهرباء عند الكيلو 175/00 بين محطتي جلال والضبعة في الساعة 17:55 – لحظة فارقة بين رحلة عادية وكارثة محتملة. المعجزة الحقيقية: صفر ضحايا في حادث كان يمكن أن يودي بالعشرات، في أكبر درس لم نتعلمه بعد عن خطر الإهمال على السكك الحديدية.
المهندس محمود سائق القطار، 45 عاماً، استطاع بخبرته ومهارته تقليل سرعة القطار في اللحظة الأخيرة منقذاً عشرات الأرواح من كارثة محققة. فاطمة الراكبة، 28 عاماً، تصف اللحظات المرعبة: “سمعنا صوتاً مدوياً مثل إعصار محدود ولكن مدمر، ثم توقف كل شيء، كنا نخشى الأسوأ والغبار يتصاعد في الهواء الصحراوي”. النتيجة: توقف كامل لخط حيوي يخدم آلاف المسافرين يومياً، وخروج العربة رقم 115445/1 عن مسارها جزئياً دون تلفيات مؤثرة.
قد يعجبك أيضا :
السبب المباشر للكارثة المحتملة: سائق سيارة النقل رقم 2861 ب د هـ قرر عبور السكة الحديد من مكان غير مخصص للعبور، في تكرار مؤلم لنفس الأخطاء التي تودي بالأرواح سنوياً. هذا النوع من الحوادث، وفقاً لخبراء النقل، يمكن تجنبه بنسبة 99% بالرقابة الصحيحة والالتزام بقواعد السلامة. د. عماد النقل، خبير السكك الحديدية، يؤكد: “مثل هذه الحوادث تشبه صراع سيارة عادية مع فيل يزن 200 طن – النتيجة معروفة مسبقاً إلا إذا تدخلت العناية الإلهية”.
التأثير لم يقتصر على الحادث نفسه، بل امتد ليشمل آلاف المسافرين الذين اضطروا لتغيير خططهم والبحث عن وسائل نقل بديلة. أحمد المسافر، 35 عاماً، كان عائداً لأسرته في الإسكندرية بعد يوم عمل شاق: “شعرت بالرعب عندما اهتز القطار فجأة، تسارعت نبضات قلبي وبرد العرق جسدي، لكن الحمد لله أن الجميع بخير”. الهيئة القومية لسكك حديد مصر دفعت بالأطقم الفنية المتخصصة فوراً للتعامل مع الواقعة واستعادة حركة المسير، مؤكدة ضرورة التزام المواطنين بقواعد السلامة وعدم العبور من الأماكن غير المخصصة.
قد يعجبك أيضا :
هذا الحادث يطرح سؤالاً جوهرياً: هل ستكون هذه آخر رسالة تحذير قبل المأساة الحقيقية؟ الاختيار الآن بين الاستثمار الجدي في تطوير شبكة السكك الحديدية وتقنيات الأمان الحديثة، أو الانتظار حتى تحدث كارثة حقيقية بضحايا لا تُحصى. المعجزة حدثت مرة واحدة، لكن الحظ لا يدوم إلى الأبد – والمسؤولية الآن على الجميع: الحكومة في تطوير البنية التحتية، والسائقين في الالتزام بقواعد السلامة، والمواطنين في الضغط من أجل التغيير الحقيقي.
