في تطور مناخي استثنائي يهدد ملايين اليمنيين، تجتاح موجة برد قارسة 8 محافظات جبلية خلال الـ24 ساعة القادمة، بينما يلف الضباب الكثيف الطرق الجبلية كالبطانية الرمادية التي تخفي كل شيء أمام الأنظار. خبراء الأرصاد يحذرون: اليمن يعيش اليوم 4 مناخات مختلفة في آن واحد – برد جليدي في الجبال، عواصف متلاطمة في البحار، وغبار يملأ الصحاري، في مشهد طبيعي نادر الحدوث.
أحمد المزارع من مرتفعات صنعاء يروي ما يشهده: “الهواء البارد يقطع الأنفاس، والضباب كثيف لدرجة أنني لا أرى يدي أمام وجهي”. المركز الوطني للأرصاد أصدر تحذيراً ثلاثياً شاملاً يستهدف المواطنين في المرتفعات، وسائقي المركبات، والصيادين في البحار المضطربة. د. محمد الأرصادي، الخبير الذي لا ينام لمراقبة التقلبات المناخية، أكد أن “هذا التنوع الجوي استثنائي حتى بمقاييس اليمن المعروف بتضاريسه المتنوعة”.
قد يعجبك أيضا :
التنوع الطبوغرافي الاستثنائي لليمن، من قمم تصل إلى 3000 متر فوق سطح البحر إلى سواحل على مستوى البحر، يخلق تحدياً مناخياً فريداً يشبه ما حدث في موجة برد 2018 التي شلت البلاد لأسبوع كامل. المحافظات الثمان المتأثرة – صنعاء وذمار وإب وعمران وصعدة والبيضاء والضالع ولحج – تغطي مساحة أكبر من لبنان بالكامل، حيث ينخفض الزئبق بشكل حاد خلال ساعات الليل والفجر، بينما تهب الرياح النشطة في جنوب الساحل الغربي مثيرة أمواجاً عاتية في باب المندب.
عبدالله الصياد البالغ من العمر 38 عاماً شاهد الأمواج تتلاطم بعنف لم يره من قبل في باب المندب، مما اضطره لإلغاء رحلة صيده لليوم الثالث على التوالي. في المقابل، يتفاءل المزارعون بـفرص هطول أمطار متفرقة قد تنعش المحاصيل وتملأ خزانات المياه بعد موسم جفاف طويل. السائقون في الطرق الجبلية يواجهون تحدياً مضاعفاً: البرد القارس الذي يتطلب تدفئة إضافية للمركبات، والضباب الكثيف الذي يحول دون رؤية ما هو على بُعد أمتار قليلة.
قد يعجبك أيضا :
الساعات الـ24 القادمة ستحدد ما إذا كانت هذه مجرد تقلبات جوية عابرة أم بداية موسم شتوي استثنائي يتطلب استعداداً مختلفاً تماماً. المركز الوطني للأرصاد يؤكد: “المواطنون مطالبون بأخذ أقصى الاحتياطات ومتابعة النشرات الجوية لحظة بلحظة”. تابعوا التحديثات الجوية عبر القنوات الرسمية ولا تتهاونوا مع التحذيرات – فسلامتكم أهم من أي نشاط. هل ستكون هذه مجرد البداية لشتاء طويل وقاسٍ؟ الساعات القادمة ستكشف المستور.
