في تطور صادم هز شبكة النقل المصرية، تعطلت حركة 250 ألف مسافر يعتمدون على خط القاهرة-الإسكندرية في لحظة واحدة، بعد سقوط مفاجئ لحاويات بضائع ضخمة على القضبان الحديدية بمنطقة السفاينة. الخط الأهم في مصر توقف بالكامل لأول مرة منذ شهور، والمسافرون يتسابقون للبحث عن بدائل قبل ازدحام المساء الخانق.
أحمد محمود، الموظف الذي يسافر يومياً من القاهرة للإسكندرية، يصف اللحظة المرعبة: “سمعنا صوت احتكاك معدني مخيف، ثم توقف كل شيء فجأة. شاهدت الحاويات العملاقة متناثرة على القضبان مثل ألعاب الأطفال المكسورة.” المهندس محمد علي، رئيس فريق الطوارئ، وصل للموقع خلال دقائق معدودة وسط أصوات صفارات الإنذار المدوية، حيث تتسابق فرق الإنقاذ مع الزمن لرفع الحاويات بأوناش ضخمة.
قد يعجبك أيضا :
هذا الحادث يذكرنا بحادث قطار رمسيس المأساوي عام 2019 الذي أودى بحياة 25 شخصاً، ويثير تساؤلات حادة حول حالة البنية التحتية للسكك الحديدية المصرية. د. سامي الشربيني، خبير السكك الحديدية، يحذر: “الحادث يكشف ضعفاً خطيراً في أنظمة تأمين البضائع. نحن نتحدث عن خط حيوي مثل شريان القلب، توقفه يشل حركة الحياة كاملة.” عمر البنية التحتية التي تتجاوز عقوداً والصيانة المؤجلة يضعان ملايين الأرواح في خطر يومي.
فاطمة حسن، المسافرة العالقة في محطة القاهرة تحت حرارة الشمس الحارقة، تروي معاناتها: “كان لدي موعد مهم في الإسكندرية، الآن أضطر لدفع 500% أكثر لاستخدام الأتوبيس الخاص.”
قد يعجبك أيضا :
- محطات مكتظة بآلاف المسافرين العالقين
- أسعار النقل البديل ترتفع بشكل جنوني
- تعطل خطط العمل والدراسة لآلاف الأشخاص
الضغط المتزايد على وسائل النقل البديلة يهدد بشلل حركة النقل في محاور أخرى، بينما تتصاعد المطالب البرلمانية بمساءلة المسؤولين عن تكرار هذه الحوادث.
رغم تأكيدات المسؤولين بعودة الحركة قريباً، يبقى السؤال الأهم معلقاً: متى ستتعلم السكة الحديد أن أمان المسافرين أهم من مواعيد التشغيل؟ هذا الحادث، رغم بساطته الظاهرية، يكشف أزمة هيكلية تتطلب استثمارات ضخمة وإرادة سياسية حقيقية لتجنب كارثة أكبر قادمة. هل ستكون هذه الصدمة كافية لإيقاظ المسؤولين من غفلتهم؟
