أغلق

عاجل.. عاجل: السعودية تصدم العالم… كيف حولت رؤية 2030 إلى ثورة فكرية تعيد رسم خريطة المستقبل؟

عاجل.. عاجل: السعودية تصدم العالم… كيف حولت رؤية 2030 إلى ثورة فكرية تعيد رسم خريطة المستقبل؟

في تطور يعيد تعريف معنى التحول الحقيقي، تقف المملكة العربية السعودية اليوم على أعتاب مرحلة جديدة تمامًا بعد نجاحها في تحويل رؤية 2030 من مجرد خطة طموحة إلى واقع مُعاش يغير وجه المنطقة. خلال 8 سنوات فقط، حققت المملكة ما تحتاجه دول أخرى لعقدين من الزمن، محولة نفسها من دولة ريعية تعتمد على النفط إلى قوة اقتصادية متعددة المصادر تقود التحول في المنطقة. السؤال اليوم لم يعد: هل تحققت الأهداف؟ بل أصبح أعمق: ماذا ستفعل السعودية بهذا النجاح الاستثنائي؟

“الرؤية لم تُصمَّم لتكون سقفًا زمنيًا، بل نقطة انطلاق لعقلية جديدة في الإدارة والاقتصاد والمجتمع”، هكذا وصف د. عبدالعزيز الراشد، خبير التنمية الاقتصادية، التحول الذي تشهده المملكة. فبينما كان التركيز في السنوات الأولى على الإنجاز السريع من برامج ومبادرات وتشريعات، أصبحت الدولة اليوم تُدير معنى التحول نفسه. محمد السامي، مؤسس شركة تقنية ناشئة، يشهد على هذا التغيير: “رؤية 2030 لم تعطنا فرصة فقط، بل علمتنا كيف نفكر كرياديين”. هذا الانتقال من “الكم” إلى “النوع” يظهر واضحًا في تحول الاقتصاد من مجرد نمو إلى قيمة حقيقية، والحوكمة من امتثال إلى ثقة مبنية على الشفافية.

قد يعجبك أيضا :

كما غيرت اليابان وجهها بعد الحرب العالمية الثانية، تعيد السعودية تعريف نفسها ليس فقط اقتصادياً بل فكرياً. التحول الأعمق يكمن في الانتقال من نموذج الدولة المشغِّلة إلى الدولة التنظيمية الذكية، حيث تضع الإطار وتراقب الأثر وتترك التنفيذ للسوق وفق معايير واضحة. هذا النموذج الجديد يعيد تعريف مفهوم القوة في الإدارة: من قوة السيطرة إلى قوة التنظيم الذكي. البيانات اليوم تُستخدم لاتخاذ القرار، والذكاء الاصطناعي يدخل في التخطيط، والخدمات الرقمية تعيد رسم تجربة المستفيد بالكامل.

“أطفالي يكبرون في دولة مختلفة تمامًا عن التي نشأت فيها”، يقول أحمد التركي، مواطن سعودي يشهد على التحول اليومي. فالمواطن لم يعد متلقي خدمة فقط، بل شريكاً في صياغتها. سارة المحمدي، مديرة مشاريع في وزارة الاستثمار، تلخص هذا التغيير: “عملي اليوم ليس تنفيذ قرارات، بل تصميم حلول”. التعليم يتجه نحو بناء المهارات لا تلقين المعارف، وسوق العمل يعيد تعريف الوظيفة كقيمة مضافة لا مجرد دخل. من القطاع غير الربحي الذي يتوسع ليصبح جزءاً من الحلول، إلى التقنية التي تصبح “عقل الدولة” الذي يربط القطاعات ويقيس الأثر ويتنبأ بالاحتياجات.

قد يعجبك أيضا :

ربما أهم ما أنجزته رؤية 2030 ليس المشاريع العملاقة ولا الأرقام القياسية، بل تغيير طريقة التفكير نفسها. المؤسسات اليوم تتعامل مع التحديات بعقلية الفرصة، والقيادات تتعامل مع الفشل كتعلُّم، والمجتمع يتعامل مع التغيير كمسار طبيعي لا تهديد. هذه العقلية هي ما سيحمل المملكة إلى ما بعد 2030 بثقة مطلقة، لأن الرؤى الحقيقية لا تنتهي بانتهاء أرقامها بل تتطور لتصبح فلسفة حياة. السعودية اليوم لا تُغلق ملف الرؤية، بل تفتحه على مستوى أعمق – دولة تعلمت كيف تتغير دون أن تفقد هويتها، وكيف تنمو دون أن تنفصل عن مجتمعها.

قد يعجبك أيضا :

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *