في مشهد كان يمكن أن يتحول لكارثة مروعة، تجنبت مصر بأعجوبة حقيقية مأساة محتملة بعد سقوط عدد من الكونتيرات الضخمة من أعلى قطار بضائع في محطة طوخ بالقليوبية، دون تسجيل أي إصابات بشرية – رقم يبدو معجزة في عالم يشهد كوارث نقل مروعة يومياً. الساعات القادمة ستكشف الأسباب الحقيقية وراء هذا الحادث الذي أثار تساؤلات جدية حول سلامة النقل العام في مصر.
انطلقت صافرات الإنذار في طوخ عندما شهد المكان سقوطاً مفاجئاً لكونتيرات فارغة من قطار البضائع، حيث تمكنت فرق الطوارئ من رفع 3 كونتيرات من شريط السكة في زمن قياسي لإعادة تسيير الحركة. أحمد محمود، سائق توك توك يمر يومياً بالمنطقة، يروي اللحظات المرعبة: “شوفت الكونتيرات وهي بتقع من فوق، خفت أوي، كل واحدة منها بحجم شقة صغيرة، بس الحمد لله محدش اتضرر”. صوت المعدن وهو يصطدم بالأرض اهتز له المكان، بينما رائحة الزيوت والتراب المتطاير ملأت الأجواء في مشهد مهيب.
قد يعجبك أيضا :
ما جعل هذا الحادث مختلفاً عن سابقيه هو الاستجابة الحكومية السريعة كالبرق، حيث تدخل المهندس أيمن عطية محافظ القليوبية شخصياً وانتقل لموقع الحادث برفقة مدير الأمن. مقارنة بحوادث السكك الحديدية السابقة مثل حادث قطار محطة مصر عام 2019، كانت هذه المرة مختلفة تماماً – فالكونتيرات الفارغة والموقع المحدود منعا كارثة إنسانية. د. هشام النقلاوي، خبير النقل، يحذر: “الحوادث دي تذكرنا بأهمية الصيانة الدورية وتطوير شبكة السكك الحديدية، مش كل مرة هنكون محظوظين كده”.
رغم تجنب الكارثة، إلا أن الحادث ألقى بظلال قاتمة على ثقة المواطنين في النقل العام. فاطمة أحمد، ربة منزل من طوخ، تعبر عن قلقها: “عيالي بيركبوا القطر كل يوم للمدرسة، الحمد لله إن محدش اتأذى، بس قلقانة على المستقبل”. المشهد الذي تابعه الآلاف عبر وسائل التواصل الاجتماعي فتح الباب أمام تساؤلات جديدة حول احتياج النظام لمراجعة شاملة. فرص التطوير والاستثمار في البنية التحتية باتت أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، خاصة مع تزايد أعداد المسافرين واعتماد ملايين المصريين على هذه الوسيلة الحيوية.
قد يعجبك أيضا :
تبقى هذه الواقعة محطة مفصلية تستدعي تحقيقاً شاملاً في أسباب الحادث وإجراءات وقائية صارمة لضمان عدم التكرار. الآن هو الوقت المناسب لإعادة تقييم شاملة لنظام السكك الحديدية المصرية، واتخاذ خطوات جدية تضع سلامة المواطنين فوق كل اعتبار. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل ستكون هذه الواقعة نقطة تحول حقيقية في تطوير النقل العام المصري، أم مجرد حادث عابر سيطويه النسيان؟
