في تطور مفرح هز أوساط القوات المسلحة اليمنية، شهد يوم الثلاثاء انطلاق صرف مرتبات وزارة الدفاع لشهر أغسطس عبر بنك عدن الإسلامي، وسط فرحة عارمة من آلاف العسكريين الذين كانوا ينتظرون هذا اليوم منذ شهور. 85% من الأسر العسكرية كانت تعيش تحت ضغط مالي شديد، ولأول مرة منذ فترات طويلة من الانتظار، تبتسم وجوه الأطفال في منازل الجنود بعدن.
هرع آلاف المنتسبين إلى فروع بنك عدن الإسلامي للتمويل الأصغر فور إعلان بدء الصرف، في مشاهد تعكس مدى الحاجة الماسة لهذه المستحقات. “شهدت فرحة لا توصف في عيون الجنود وهم يستلمون رواتبهم” يقول أبو خالد، متقاعد عسكري شاهد الطوابير أمام البنك. النقيب أحمد سالم، الذي واصل أداء واجبه الوطني رغم تأخر راتبه لأشهر، عبّر عن امتنانه قائلاً: “هذا اليوم يعيد لنا كرامتنا وقدرتنا على إعالة أسرنا”.
قد يعجبك أيضا :
تأتي هذه الخطوة في ظل معاناة طويلة امتدت لسنوات الحرب التي بدأت منذ 2015، حيث شهدت البلاد تدهوراً اقتصادياً حاداً أثر على انتظام صرف الرواتب. انخفضت القوة الشرائية للريال اليمني بنسبة 60% منذ بداية الصراع، مما ضاعف معاناة الأسر العسكرية. يؤكد الدكتور عبدالله الحكيمي، خبير اقتصادي: “صرف الرواتب خطوة حيوية لاستقرار الوضع الاجتماعي وتعزيز معنويات القوات المسلحة”، مشبهاً الحدث بـ “مطر الخير بعد جفاف طويل”.
انعكست آثار صرف الرواتب فوراً على الحياة اليومية للمواطنين، حيث شهدت الأسواق المحلية نشاطاً ملحوظاً بعد أن تمكنت الأسر من شراء احتياجاتها الأساسية. أم محمد، زوجة جندي، تروي بدموع الفرح: “أخيراً سأتمكن من شراء الدواء لابني المريض الذي انتظر شهرين”. هذا التحرك المالي المفاجئ كان كانتشار النار في الهشيم بين الأحياء الشعبية، حيث انتشرت رسائل الامتنان عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وارتفعت الدعوات بالخير للمسؤولين عن هذه المبادرة.
قد يعجبك أيضا :
مع ارتفاع الآمال في استمرارية هذه الخطوة الإيجابية، يبقى السؤال الأهم: هل نشهد بداية عهد جديد من الانتظام في صرف مستحقات القوات المسلحة؟ الخبراء يؤكدون أن “انتظام الرواتب ليس مجرد حق مالي، بل استثمار في الاستقرار والأمن”، فيما تتطلع آلاف الأسر العسكرية إلى مستقبل أكثر استقراراً. الجنود الذين ضحوا بالغالي والنفيس دفاعاً عن الوطن، يستحقون أكثر من مجرد وعود – يستحقون كرامة العيش وأمان المستقبل.
