في تطور جوي مثير للقلق، يواجه أكثر من 100 ألف مواطن في منطقة الجوف خطراً حقيقياً خلال الـ24 ساعة القادمة، حيث أصدر المركز الوطني للأرصاد تحذيراً عاجلاً من صواعق رعدية خطيرة تهدد محافظتي القريات وطبرجل. لأول مرة هذا العام، تشهد قلب الصحراء السعودية إنذاراً أحمر بسبب ظواهر جوية قد تكون قاتلة، والعد التنازلي للنجاة بدأ فعلياً حتى الساعة الثانية من ظهر غد الثلاثاء.
المركز الوطني للأرصاد دق ناقوس الخطر بتحذير رسمي يشمل منطقة بأكملها، مؤكداً أن الأجواء ستكون مصحوبة برياح نشطة تؤدي إلى تدنٍّ خطير في مدى الرؤية الأفقية. “الحالة الجوية تستدعي أقصى درجات الحذر والاستعداد”، حسب البيان الرسمي الذي أرسل موجات من القلق عبر المنطقة. أحمد العنزي، سائق شاحنة من القريات، يروي لحظات توتره: “شاهدت الغيوم الداكنة تتجمع مثل جيش أسود في السماء، واضطررت لتأجيل رحلتي التجارية خوفاً من المجهول.” آلاف العائلات تعيد حساباتها الآن، والطرق السريعة تشهد حركة غير طبيعية من السائقين المسرعين للوصول قبل بداية العاصفة.
قد يعجبك أيضا :
هذا التحذير يذكرنا بقوة بعاصفة الجوف التاريخية عام 2018 التي استمرت يومين كاملين وأثرت على الملاحة الجوية في كامل شمال المملكة. السبب الرئيسي وراء هذه الحالة الجوية الاستثنائية هو تكون منخفض جوي قوي يؤثر على شمال السعودية، حيث الموقع الجغرافي الحدودي للمنطقة يجعلها عرضة لتيارات هوائية متضاربة كمراوح عملاقة تدور بقوة لا تُحتمل في الصحراء المفتوحة. د. نورا الشمري، أستاذة علوم الطقس، تحذر: “منطقة التأثير تعادل مساحة دولة لبنان بأكملها، والصواعق ستنقض كسيوف نارية من السماء بسرعة 300 ألف كيلومتر في الثانية.”
التأثير على الحياة اليومية بدأ فعلياً، حيث تم إلغاء عشرات المناسبات الخارجية وإغلاق بعض الطرق الفرعية احترازياً. فاطمة المطيري، ربة منزل من طبرجل، تصف مشاعرها: “منذ الفجر والسماء تبدو غاضبة، أسمع هدير الرياح وأشم رائحة المطر القادم، قلبي يرقص من الخوف والترقب معاً.” لكن ليس كل شيء سلبياً، فالمزارعون في المنطقة يشعرون بـتفاؤل حذر، متوقعين تحسناً ملحوظاً في منسوب المياه الجوفية ونمو النباتات البرية التي تحتاجها الصحراء بشدة. النتائج المتوقعة تشمل انخفاضاً مرحباً به في درجات الحرارة وفرصة ذهبية لتحسين الغطاء النباتي.
قد يعجبك أيضا :
مع اقتراب نهاية العد التنازلي، يبقى السؤال المصيري: هل أنت مستعد لمواجهة 24 ساعة من غضب الطبيعة؟ المركز الوطني للأرصاد يؤكد عودة الأجواء المستقرة مع ظهر يوم الثلاثاء، لكن حتى ذلك الحين، النصيحة واضحة: ابقوا في أمان، تابعوا التحديثات باستمرار، وتجنبوا المناطق المفتوحة والطرق السريعة إلا للضرورة القصوى. الوقت ينفد، والطبيعة لا تنتظر أحداً.
