في تطور صادم هز أركان السوق السعودي، شهدت البورصة انهياراً مؤلماً بـ137.26 نقطة ليغلق المؤشر عند 10,452.91 نقطة، فيما غرقت 235 شركة في بحر أحمر من الخسائر مقابل 25 شركة فقط تمكنت من تحقيق مكاسب. هذا يعني أن 90% من الشركات المدرجة تنزف خسائر في مشهد لم تشهده البورصة منذ أزمة 2008، بينما يراقب آلاف المستثمرين مدخراتهم تتبخر أمام أعينهم.
وسط صمت مطبق يقطعه صوت أجراس الإنذار في شاشات التداول، تفاعلت الأسواق مع حجم تداولات ضخم بلغ 3.6 مليار ريال خلال يوم واحد – رقم يعادل ميزانية مدينة كاملة. أحمد المطيري، موظف حكومي من الرياض، يروي مأساته: “شاهدت 30% من مدخرات عشر سنوات تختفي في ساعات معدودة، كان الأمر أشبه بالكابوس”. وبينما تداول السوق 155 مليون سهم، انتشرت موجة من القلق بين المستثمرين الذين شاهدوا محافظهم تنهار مثل أحجار الدومينو.
قد يعجبك أيضا :
الخبراء يؤكدون أن هذا التراجع الحاد جاء نتيجة تراكم الضغوط البيعية وسط مخاوف متنامية من تباطؤ النمو الاقتصادي وتقلبات أسعار النفط. د. محمد الشمري، خبير الأسواق المالية، يحذر: “هذا الانهيار يذكرنا بأزمة 2006، لكن السوق اليوم أقوى وأكثر تنوعاً”. التطورات الجيوسياسية الإقليمية والسياسات النقدية العالمية أضافت مزيداً من الضغط على أداء السوق، فيما يتوقع محللون انقساماً حاداً بين متفائل يرى فرصة ذهبية للشراء ومتشائم يحذر من المزيد من التراجع.
التأثير لم يقتصر على أرقام الشاشات فحسب، بل امتد ليطال الحياة اليومية للمواطنين، حيث تأثرت صناديق التقاعد وقروض الهامش بشكل مباشر. عبدالله النعيمي، متداول منذ 15 عاماً، يصف المشهد: “لم أرَ مثل هذا النزيف الجماعي من قبل، الأمر يتطلب أعصاباً من حديد”. بينما تحذر سارة العتيبي، المحللة المالية التي نصحت عملاءها بالبيع قبل أسبوع: “الذعر أخطر من الانخفاض نفسه، المستثمر الذكي يرى في كل أزمة فرصة”.
قد يعجبك أيضا :
وفيما تشير الأرقام إلى أن مؤشر “نمو” الموازي انخفض أيضاً بـ246.13 نقطة ليغلق عند 23,470.28 نقطة، يبقى السؤال الأهم: هل نشهد قاع السوق الحقيقي أم أن هذا مجرد بداية لانهيار أكبر؟ الأسابيع القادمة ستحمل الإجابة، لكن نصيحة الخبراء واضحة: لا تدع العواطف تتحكم في قراراتك الاستثمارية، فالصبر والحكمة سلاحا المستثمر الحقيقي.