في تطور مذهل يمكن أن ينقذ آلاف الأرواح، كشف اللواء عماد كدواني محافظ المنيا عن خطة طموحة لإنقاذ شباب الصعيد من مراكب الموت، في وقت يخاطر فيه 1500 شاب مصري شهرياً بحياتهم في رحلات الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط. الحقيقة المذهلة: تكلفة رحلة هجرة واحدة فاشلة تكفي لإقامة مشروع يوظف 10 أشخاص داخل مصر!
في مشهد مؤثر بمركز شباب إسطال، اجتمع المئات من الشباب الحالمين بمستقبل أفضل، بينما كشفت ندوة “مراكب النجاة” عن بدائل ذهبية تغير قواعد اللعبة تماماً. الدكتورة ماجدة صلاح، مدير مديرية العمل، أعلنت عن حزمة من الفرص الاستثنائية: قروض ميسرة بدون فوائد، تدريب مهني مجاني، وسيارات متنقلة تصل لأبعد القرى. أحمد محمود، 23 عاماً من سمالوط، شارك قصته المؤلمة: “باع قطعة الأرض الوحيدة التي ورثها من والده لتمويل رحلة انتهت بالفشل والعودة مفلساً.”
قد يعجبك أيضا :
وراء هذه المبادرة الجريئة تكمن مأساة إنسانية حقيقية: عشرات الآلاف من شباب الصعيد يقعون فريسة لوعود السماسرة الكاذبة سنوياً. منذ مأساة مركب رشيد وحوادث الغرق المتكررة، تصاعدت الأصوات المطالبة بحلول جذرية. “الدولة تضع هذا الملف ضمن أولوياتها الوطنية ليس أمنياً فقط بل تنموياً” – هكذا أكد المحافظ كدواني، مشيراً إلى رؤية متكاملة تحارب البطالة بدلاً من مجرد منع الهجرة. الخبراء يتوقعون انخفاضاً تدريجياً في الهجرة غير الشرعية بنسبة تصل إلى 40% مع نجاح هذه البرامج.
التأثير يتجاوز مجرد الأرقام ليصل إلى قلب الحياة اليومية لآلاف الأسر. فاطمة السيد، 28 عاماً، استفادت من برامج المجلس القومي للمرأة وأسست مشروع خياطة وظفت به 5 فتيات من قريتها. “كان ابني يحلم بأوروبا، لكن لما عرف عن منصة ‘طور وغير’ والقروض الميسرة، بدأ ورشة نجارة صغيرة تحقق له دخل ثابت” – تحكي أم محمد من قرية الروضة. النتائج المتوقعة مبشرة: نمو الاقتصاد المحلي، ظهور نماذج نجاح ملهمة، وتغيير جذري في النظرة للعمل داخل مصر.
قد يعجبك أيضا :
مع انطلاق موسم الهجرة الجديد، تتسابق الحكومة مع الزمن لإنقاذ أحلام الشباب قبل أن تتحول إلى كوابيس في أعماق البحر. الفرصة الآن متاحة: تدريب مهني مجاني، قروض تصل إلى 100 ألف جنيه، وبرامج دعم شاملة تحت شعار “مشروعك”. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل ستختار طريق الأمان والنجاح المضمون على أرض مصر، أم ستراهن بحياتك على وهم قد يقودك إلى قاع البحر المتوسط؟