حب الوطن فطرة إنسانية أكدها القرآن الكريم

حب الوطن فطرة إنسانية أكدها القرآن الكريم

أكد الدكتور إبراهيم المرشدي، من علماء وزارة الأوقاف، أن حب الوطن ليس مجرد فكرة قومية أو توجه اجتماعي، وإنما هو جزء أصيل من الإيمان الصحيح والفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها، موضحاً أن القرآن الكريم أشار إلى قيمة الانتماء للوطن في مواضع عديدة، وإن لم يرد لفظ “الوطن” صراحة.

 

وأوضح العالم بوزارة الأوقاف، خلال حوار مع الإعلامية سالي سالم، ببرنامج “منبر الجمعة”، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن عدم ورود كلمة “الوطن” بشكل مباشر في القرآن الكريم لا يعني غياب قيمته، بل لأن حبه فطرة مستقرة في قلب الإنسان لا تحتاج إلى تأكيد مباشر، تماماً كما لم يأتِ الأمر بالإحسان إلى الأولاد في القرآن، لأن ذلك أمر فطري.

 

وأشار المرشدي إلى أن القرآن الكريم أكد هذه المعاني من خلال إشارات بالغة الدقة، منها قوله تعالى: “ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا”، موضحاً أن إخراج الإنسان من وطنه عُدَّ عذاباً دنيوياً. كما ذكر قوله تعالى: “وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا”، مؤكداً أن هذا الاختيار بين ترك الدين أو الوطن يبرز قيمة الوطن في حياة الأنبياء وأتباعهم.

 

وأضاف أن كثيراً من الآيات الكريمة ساوت بين القتل والإخراج من الديار، مثل قوله تعالى: “ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم”، وقوله: “والفتنة أشد من القتل”، مشيراً إلى أن المقصود بالفتنة هنا الإخراج من الوطن.

 

وتابع المرشدي قائلاً: “لقد جمعت ما يقارب خمسين آية تشير إلى معنى حب الوطن، وكتبت كتاباً قبل سنوات بعنوان (قيمة الوطن في ضوء تراث علماء الأزهر الشريف)، يتناول هذه المعاني العظيمة”.

 

وأوضح أن علماء التفسير كالزركشي أكدوا أن الكناية في أسلوب العرب أبلغ من التصريح، ولذلك جاء القرآن الكريم بالإشارات البلاغية التي يفهمها العربي الذوّاق، وتدل بعمق على قيمة الوطن ومكانته في وجدان الإنسان.