في تطور صادم هز أركان المنطقة كاملة، سجلت أسواق الخليج خسائر تاريخية تقدر بمليارات الدولارات خلال 24 ساعة فقط، حين تهاوت أسعار النفط لتكسر حاجز الـ60 دولار للبرميل نزولاً – وهو الرقم الذي أرعب أكثر من مليوني مستثمر خليجي في يوم واحد. بينما العالم ينتظر السلام في أوكرانيا، تدفع منطقة الخليج الثمن غالياً من أموالها، والمؤشرات تنهار كالدومينو المتساقط في مشهد لم نشهد مثله منذ أزمة مايو الماضي.
موجة الانهيار العارمة قادتها السوق السعودية التي تصدرت القائمة السوداء بخسارة مؤلمة بنسبة 1.3%، ليهوي المؤشر الرئيسي إلى 10453 نقطة – أدنى مستوى يسجله منذ ثلاثة أشهر كاملة. خالد المنصور، مستثمر خمسيني من الرياض، روى لحظات الصدمة: “شاهدت محفظتي تتآكل أمام عيني كالجليد تحت الشمس، خسرت 15% من مدخرات 20 عاماً في أسبوع واحد.” وسط أصوات الهواتف التي لا تتوقف في مكاتب الوساطة، تراجع سهم أرامكو بنسبة 1% بينما هبط الراجحي 2.1%، والشاشات الحمراء تملأ قاعات التداول في مشهد يذكر بأسوأ أيام الأزمات المالية.
قد يعجبك أيضا :
الأزمة الحالية ليست وليدة اللحظة، بل تراكمت عواملها منذ أسابيع مع تنامي التكهنات حول قرب حل الصراع الروسي الأوكراني، مما أدى لتلاشي ما يُعرف بـ”علاوة المخاطر الجيوسياسية” من أسعار النفط. د. محمد العجمي، خبير الأسواق النفطية الذي حذر منذ أسابيع من كسر حاجز الـ60 دولار، قال: “هذا ليس مجرد تصحيح، بل بداية مرحلة جديدة قد تعيد تشكيل خريطة الاقتصاد الخليجي.” المناخ السلبي في الأسواق العالمية زاد الطين بلة، حيث يترقب المستثمرون بقلق شديد بيانات الوظائف والتضخم الأمريكية التي قد تحدد مسار أسعار الفائدة العام المقبل.
قد يعجبك أيضا :
التأثيرات لا تقتصر على أرقام البورصة فحسب، بل تمتد لتشمل الحياة اليومية لملايين المواطنين في المنطقة. كل دولار ينخفض من سعر النفط يعني تقليصاً في الميزانيات الحكومية، وتأجيل مشاريع التنمية، وضرورة إعادة النظر في خطط الإنفاق الحكومي. سارة الكتبي، المحللة المالية الإماراتية التي توقعت صعود سوق دبي، حققت أرباحاً بينما الجميع يخسر، وتقول: “الأزمات الكبرى تخلق فرصاً أكبر لمن يعرف كيف يقرأ الخريطة.” فبينما سقطت معظم الأسواق، نجح مؤشر دبي في التحليق وحيداً بنسبة 0.3%، مدعوماً بصعود “إعمار العقارية” 1.4% و”سالك” 1.3%، في إشارة لوجود جيوب مقاومة وسط العاصفة.
قد يعجبك أيضا :
الليالي القادمة ستحدد مصير استثمارات الملايين، والسؤال المطروح الآن: هل نحن أمام تصحيح مؤقت سيتعافى منه السوق خلال أسابيع، أم بداية انهيار أعمق قد يستمر لأشهر؟ المستثمر الحكيم يجب أن يراجع محفظته فوراً ويستعد لكل الاحتمالات، فالتاريخ يعلمنا أن أعظم الثروات بُنيت في أحلك الأوقات. هل أنت مستعد لما هو أسوأ، أم ستغتنم الفرصة الذهبية قبل فوات الأوان؟