في تطور صادم هز الأسواق العالمية، سجل الذهب ارتفاعات تاريخية تجاوزت 65% منذ بداية العام الجاري، محطماً كل التوقعات والقواعد الاقتصادية المعروفة. هذا الرقم الخيالي يعني أن كل 1000 جنيه استثمرت في الذهب أصبحت 1650 جنيه خلال أشهر قليلة فقط، في مشهد لم تشهده الأسواق منذ عقود. كل ثانية تمر تعني أن قطار الثروة الذهبية يبتعد أكثر، والمستثمرون أمام لحظة تاريخية قد لا تتكرر.
كشف المهندس سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة “آي صاغة”، عن الأسباب الصادمة وراء هذا الانفجار السعري غير المسبوق. “هذا الارتفاع يحدث مرة واحدة في العقد“، صرح إمبابي خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “اقتصاد مصر”، موضحاً أن قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة 25 نقطة أساس منح الذهب دفعة صاروخية، أسفرت عن ارتفاع 200 دولار في فترة وجيزة. فاطمة المستثمرة، 38 عاماً، التي استثمرت في الذهب مطلع العام، تروي: “حققت أرباحاً تفوق راتبي السنوي… لم أصدق الأرقام“.
قد يعجبك أيضا :
وخلف هذا المشهد المذهل تقف مجموعة من العوامل العالمية الضاغطة، في مقدمتها التوترات الجيوسياسية المتصاعدة التي جعلت المستثمرين يهربون للملاذ الآمن التقليدي. العلاقة العكسية بين أسعار الفائدة والذهب، والتي تُعتبر قانوناً اقتصادياً صارماً منذ عقود، تفسر هذا الارتفاع الجنوني. آخر موجة ارتفاع مماثلة كانت خلال الأزمة المالية العالمية 2008، عندما فقد المستثمرون الثقة في البنوك. “كل خفض جديد في الفائدة سيكون بمثابة صب البنزين على نار الأسعار المتصاعدة”، يحذر الخبراء.
لكن هذا النجاح الذهبي له وجه آخر مؤلم على الحياة اليومية للمواطنين. أحمد العامل، 45 عاماً، كان يوفر لشراء ذهب لابنته، لكن الأسعار طارت قبل أن يجمع المبلغ الكافي: “كنت أحتاج 6 أشهر أخرى فقط، والآن أحتاج سنة كاملة“. خالد تاجر الذهب، 52 عاماً، يصف المشهد: “في 30 سنة من العمل لم أر ارتفاعاً بهذه السرعة… محلي يشهد زحاماً غير مسبوق بين بائع فرح بالأرباح ومشتري يائس من الأسعار”. الخبراء يتوقعون وصول الذهب لمستويات 3000 دولار قبل نهاية العام، مع تحذيرات من أن نافذة الفرصة تضيق كل يوم.
قد يعجبك أيضا :
65% ارتفاع، 200 دولار في أيام، قرارات تاريخية… معادلة تعيد رسم خريطة الثروة العالمية. الأسابيع القادمة ستحدد ما إذا كان هذا بداية عصر ذهبي جديد أم فقاعة ستنفجر قريباً. الوقت الآن للقرار المدروس… إما الدخول بحذر أو الانتظار والمراقبة من بعيد. السؤال الذي يحير الجميع: هل فات القطار فعلاً، أم أن المحطة القادمة ستكون أكثر ثراءً؟
