في تطور صادم يهز أوضاع آلاف المقيمين، تشن الجوازات السعودية حملة أمنية مشددة قد تؤدي إلى ترحيل 50,000 مخالف خلال الأشهر القادمة في أكبر عملية ضبط تشهدها المملكة هذا العام. رقم هاتف واحد – 911 – أصبح كابوساً يطارد كل من يعمل في الظل، حيث تحولت 48 ساعة فقط إلى الفارق بين العمل السري والترحيل النهائي.
العقوبات المفروضة تراوحت بين السجن والغرامات المالية التي قد تصل إلى 100,000 ريال والترحيل الفوري، في مشهد لم تشهده أسواق العمل السعودية منذ سنوات. أحمد الخالدي، صاحب مطعم صغير في الرياض، يروي خوفه: “لدي عامل واحد مخالف ولا أعرف كيف أتعامل مع الوضع، العقوبات مرعبة والوقت ضيق.” فيما تؤكد د. سارة المطيري، الخبيرة القانونية: “هذه خطوة شجاعة ستُنظف السوق وتعطي فرص عادلة للجميع، رغم الصعوبات المؤقتة.”
قد يعجبك أيضا :
هذه الحملة تأتي كاستمرار لجهود المملكة في تنظيم سوق العمل ضمن رؤية 2030، حيث تسعى لإنهاء عقود من استغلال العمالة المخالفة. كما تشبه هذه العملية حملات تنظيم الأسواق في سنغافورة خلال السبعينات التي حولتها إلى مركز مالي عالمي، حيث يرى د. محمد البراك، المحلل الاقتصادي، أن “الحملة ستؤدي لارتفاع مؤقت في التكاليف لكنها ستُحسن السوق طويل المدى بشكل جذري.”
المواطنون بدؤوا يلمسون التغيير في حياتهم اليومية، فاطمة السلمي تقول: “أرى الآن عمالة منظمة في الأسواق وهذا يشعرني بالأمان أكثر.” بينما يتوقع الخبراء أن تؤدي الحملة لتحسن نوعية الخدمات خلال 3-6 أشهر مع بعض التحديات المؤقتة في الأسعار. الفرص الاستثمارية في شركات التوظيف القانونية تنمو بوتيرة متسارعة، فيما تواجه المنشآت المخالفة خيارات صعبة: التسوية الفورية أو المخاطرة بعقوبات قد تُنهي أعمالها.
قد يعجبك أيضا :
مع دعوة الجوازات للتعاون المجتمعي عبر أرقام الإبلاغ المجانية، وضمان السرية التامة للمبلغين، تدخل السعودية مرحلة مفصلية نحو سوق عمل منظم وآمن. الأشهر القادمة ستحدد ما إذا كانت هذه الحملة ستُحقق حلم السوق المثالي، أم ستواجه تحديات تفوق التوقعات. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل ستصبح السعودية نموذجاً عالمياً في تنظيم أسواق العمل، أم أن الطريق أطول مما نتوقع؟