في صدمة كبرى هزت قطاع العقارات السعودي، كشفت الهيئة العامة للعقار عن ضبط 25 مطوراً عقارياً يمارسون عمليات احتيال منظمة ضد المستثمرين في قلب أهم المدن السعودية. هؤلاء المطورون استولوا على مبالغ ضخمة من المشترين عبر بيع وحدات سكنية وهمية “على الخارطة” دون أي تراخيص قانونية، في عملية خداع واسعة امتدت عبر الرياض وجدة ومكة المكرمة. أموالك في خطر شديد إذا لم تتحقق فوراً من صحة تراخيص أي مطور عقاري.
أحمد العتيبي، موظف أربعيني من الرياض، يروي مأساته بصوت مرتجف: “استثمرت مدخرات 10 سنوات من عملي في شقة أحلامي، لأكتشف أن المطور مجرد نصاب والمشروع غير موجود إطلاقاً”. المفتش الرقابي سالم الحربي، الذي قاد عملية الضبط الكبرى في جدة، كشف أن الفرق الرقابية واجهت مكاتب فارغة ووثائق مزيفة ومخططات وهمية عند مداهمة مقار هؤلاء المطورين. الرقم 25 مطوراً مخالفاً يساوي تقريباً ربع عدد البنوك الرئيسية في المملكة، مما يكشف حجم الكارثة المحتملة.
قد يعجبك أيضا :
هذا الاحتيال المنظم لم يأت من فراغ، بل نتج عن تزايد الطلب الجنوني على العقارات مع رؤية 2030 ونمو القطاع العقاري السعودي. د. ماجد الصحفي، خبير العقارات، يحذر قائلاً: “هذه المخالفات تهدد استقرار السوق بأكمله، تماماً كما حدث في أزمة الرهن العقاري الأمريكية عام 2008 لكن بحجم أصغر”. الخبراء يشيرون إلى أن رغبة المطورين في تحقيق أرباح سريعة دون الالتزام بالإجراءات القانونية المعقدة، مقترنة بضعف الوعي لدى المشترين، خلقت بيئة خصبة لانتشار هذا النوع من الاحتيال بسرعة النار في الهشيم.
فاطمة الزهراني، محاسبة من جدة، تحكي قصتها المؤلمة: “دفعت 200 ألف ريال مقدماً لشقة رأيتها في مجسم ثلاثي الأبعاد، لأكتشف بعد شهور أن المطور هرب والأرض المخصصة للمشروع غير مملوكة له أصلاً”. هذه القصص المأساوية تتكرر عبر المملكة، حيث يواجه آلاف المستثمرين احتمالية فقدان مدخراتهم. الهيئة تؤكد أن العقوبات ستشمل الإحالة إلى النيابة العامة، بينما يتوقع الخبراء استرداداً جزئياً فقط للأموال المفقودة. السؤال الآن: كيف تحمي نفسك من أن تصبح الضحية التالية؟
قد يعجبك أيضا :
الحل بسيط لكنه حيوي: تحقق فوراً من تراخيص أي مطور عقاري عبر الموقع الرسمي للهيئة قبل دفع أي مبلغ. هذه الفضيحة، رغم ألمها، تفتح المجال أمام سوق عقاري أكثر شفافية وحماية أفضل للمستثمرين. الخبراء يتوقعون تشديداً أكبر للرقابة وارتفاع معايير الجودة، مما سيعزز ثقة المستثمرين على المدى الطويل. لكن السؤال الأهم يبقى: هل ستتعلم من معاناة الآخرين وتحمي أموالك، أم ستنتظر حتى تقع في نفس الفخ؟
