في تطور صادم هز منطقة عين شمس بالقاهرة، اندلع حريق مدمر بمعرض دراجات نارية أمام محطة المترو الحيوية، مما استدعى تدخل 4 سيارات إطفاء في سباق محموم مع الزمن. خلال دقائق قليلة، تحول المعرض المزدحم بعشرات الدراجات النارية إلى جحيم من اللهب والدخان الأسود، بينما ذعر آلاف المارة وركاب المترو من المشهد المرعب الذي هدد بكارثة أكبر.
وسط صرخات المارة وأصوات صفارات الإنذار المتتالية، وصلت فرق الإطفاء إلى موقع الكارثة خلال 3 دقائق فقط من تلقي البلاغ، حيث واجهت ألسنة لهب برتقالية ضخمة ترتفع عالياً وتهدد بالامتداد للمناطق المجاورة. “شاهدت ألسنة اللهب ترتفع فجأة والدخان يغطي الشارع بالكامل، كان مشهداً مرعباً“، تقول فاطمة محمود، ربة منزل كانت تنتظر المترو ونجت بأعجوبة من الكارثة. تمكن النقيب أحمد صلاح وفريقه من فرض كردون أمني سريع ومنع انتشار الحريق الذي كان يهدد بابتلاع المنطقة التجارية بأكملها.
قد يعجبك أيضا :
ويأتي هذا الحريق المدمر ليسلط الضوء على مخاطر جسيمة تحيط بالمعارض التجارية الصغيرة في القاهرة، خاصة تلك التي تبيع مركبات تحتوي على وقود قابل للاشتعال. منطقة عين شمس، التي تضم عشرات المعارض المشابهة، شهدت حوادث متكررة خلال السنوات الماضية، مما يثير تساؤلات حول مدى تطبيق معايير السلامة. يحذر الدكتور سامي حسن، خبير السلامة المهنية: “تخزين الوقود في معارض مفتوحة دون أنظمة حماية متطورة قنبلة موقوتة تنتظر الانفجار“.
وبينما تواصل الجهات المختصة التحقيق في أسباب الحريق، يواجه محمد عبدالله، صاحب المعرض ذو الـ 45 عاماً، خسارة مدمرة قد تصل لملايين الجنيهات من عمل 15 عاماً. الحادثة تركت تأثيراً نفسياً عميقاً على سكان المنطقة، حيث أصبح العديد منهم يخشون التسوق من المعارض الصغيرة، بينما ارتفعت أصوات تطالب بتشديد إجراءات السلامة. المنطقة التي يعبرها يومياً آلاف المواطنين باتت تحتاج لإعادة نظر شاملة في أنظمة الحماية، خاصة مع توقع خبراء أن تؤدي هذه الحادثة لموجة من القوانين الجديدة الأكثر صرامة.
قد يعجبك أيضا :
بينما تهدأ ألسنة اللهب وينقشع الدخان، تبقى الأسئلة الجوهرية معلقة: هل ستكون هذه الكارثة نقطة تحول حقيقية نحو تطبيق معايير سلامة أكثر صرامة؟ وهل سيتعلم أصحاب المعارض التجارية من هذا الدرس المؤلم قبل فوات الأوان؟ الإجابة ستحدد مصير آلاف التجار والمواطنين الذين يتنقلون يومياً في قلب القاهرة النابض.
