في تطور صادم هز الوسط الرياضي المصري، كشفت وزارة الأوقاف عن إنذار أخير لنادي الزمالك قد يؤدي إلى سحب 142 ألف متر مربع من الأراضي الذهبية في قلب منطقة المهندسين خلال أقل من ثمانية أشهر. الحقيقة المذهلة أن نادياً عمره 114 سنة قد يفقد مقره التاريخي بسبب 1.3 مليون جنيه سنوياً فقط – مبلغ لا يساوي شقة واحدة في نفس المنطقة التي يقع بها النادي.
أكد الدكتور أسامة رسلان المتحدث باسم وزارة الأوقاف أن العد التنازلي بدأ فعلياً، مشيراً إلى انقسام أرض النادي لعقدين منفصلين: الأول عقد استبدال بمساحة 91 ألف متر مربع مقابل 800 ألف جنيه سنوياً، والثاني عقد حق انتفاع بمساحة 51 ألف متر مربع مقابل 500 ألف جنيه. “الزمالك لابد أن يدفع قبل أغسطس من العام القادم، وإلا سيتم سحب الأرض“، قال رسلان في تصريح حاسم. أحمد محمود، عضو في النادي منذ 30 عاماً، لا يصدق ما يسمع: “هذا المكان ليس مجرد نادي، إنه بيتي الثاني وذكريات طفولتي“.
قد يعجبك أيضا :
الأزمة لها جذور تاريخية عميقة، حيث وُقع عقد حق الانتفاع في عام 2006 بشروط تبدو اليوم “رمزية” مقارنة بالقيمة السوقية الحالية للأرض. خبراء التقييم العقاري يقدرون قيمة هذه المساحة الضخمة بـمليارات الجنيهات، في حين أن إجمالي ما يدفعه النادي سنوياً لا يتجاوز المليون ونصف جنيه. الدكتور محمد العقاري، خبير التقييم العقاري، يؤكد: “هذه الأرض في منطقة المهندسين تساوي اليوم أكثر من 5 مليارات جنيه، والعقود القديمة لم تعد تعكس القيمة الحقيقية“. طفرة أسعار العقارات والضغوط المالية على هيئة الأوقاف لتحقيق عوائد أفضل للأعمال الخيرية جعلت التجديد بنفس الشروط أمراً شبه مستحيل.
قد يعجبك أيضا :
التهديد لا يطال النادي فقط، بل آلاف الأعضاء وعائلاتهم الذين يترددون على المكان يومياً لممارسة الرياضة والأنشطة الاجتماعية. الكابتن سمير، مدرب سابق بالنادي، يصف المشهد بحسرة: “هذه الملاعب الخضراء شهدت تدريب أجيال من نجوم كرة القدم المصرية، وصدى الصافرات هنا قد يصمت للأبد“. السيناريوهات المطروحة تتراوح بين تجديد العقد بشروط مالية أعلى تعكس القيمة السوقية، أو مواجهة النادي لمصير مجهول قد يجبره على الانتقال خارج القاهرة. الفرص متاحة للمستثمرين للتدخل وإنقاذ الموقف، لكن التحدي الأكبر يكمن في العبء المالي الضخم والضغط الزمني الشديد.
قد يعجبك أيضا :
مع اقتراب شهر أغسطس 2025، تزداد حدة التوتر في أروقة النادي العريق. الأشهر القادمة ستشهد مفاوضات مكثفة قد تحدد مصير أحد أعرق الأندية المصرية لعقود قادمة. التضامن الجماهيري والبحث عن حلول إبداعية أصبحا ضرورة حتمية لمواجهة هذا التحدي الوجودي. السؤال الذي يؤرق الجميع الآن: هل سينجح نادي الزمالك في البقاء بمقره التاريخي، أم أن أغسطس 2025 سيشهد نهاية حقبة وبداية فصل جديد مجهول المعالم؟
