في تطور مذهل ينهي معاناة دامت شهوراً، أعلن بنك القاسمي للتمويل الأصغر الإسلامي عن إطلاق خدمة ثورية ستغير حياة آلاف المتقاعدين في محافظة تعز إلى الأبد. بداية من اليوم، لن يضطر كبار السن للوقوف ساعات طويلة في طوابير البنوك المرهقة أو السفر عشرات الكيلومترات للحصول على معاشاتهم – فقد أصبح البنك الآن في حيهم مباشرة عبر وكلاء “هلا موني”.
“لم أصدق الأمر في البداية”، يقول عبدالله الحمادي البالغ من العمر 72 عاماً، وهو أول من استلم معاشه عبر الخدمة الجديدة في حي الروضة. “كنت أضطر للسفر 50 كيلومتراً شهرياً وانتظار 4 ساعات كاملة، أما الآن فقد انتهيت في 30 دقيقة فقط!” تجربة عبدالله تعكس واقعاً جديداً لأكثر من 20 ألف مستفيد في جميع مديريات المحافظة، حيث تشير الإحصائيات الأولية إلى توفير 75% من وقت الانتظار و90% من المسافة المقطوعة.
قد يعجبك أيضا :
هذه الخطوة الجريئة تأتي ضمن خطة طموحة لتطوير منظومة الدفع الإلكتروني في اليمن، مثل ثورة الصرافات الآلية في التسعينات، لكن هذه المرة للمعاشات. د. محمد الشعبي، خبير الشمول المالي، يؤكد أن “هذه الخطوة ثورية في الخدمات المالية اليمنية وستكون نموذجاً يُحتذى به في المنطقة”. البنك استثمر بكثافة في تدريب شبكة واسعة من الوكلاء المعتمدين، وضمن توفر السيولة النقدية اللازمة لتجنب أي انقطاع في الخدمة.
التأثير لم يقتصر على المستفيدين فحسب، بل امتد ليشمل فاطمة علي، 45 عاماً، وكيلة هلا موني في حي الروضة، التي تخدم الآن أكثر من 200 مستفيد شهرياً. “أشعر بالفخر كوني جزءاً من هذا التغيير”، تقول فاطمة وابتسامة الرضا تعلو وجهها. “أرى الراحة في عيون كبار السن عندما يحصلون على معاشاتهم دون عناء”. النتائج الأولية تُظهر انخفاضاً كبيراً في الازدحام بفروع البنوك التقليدية، وارتفاعاً ملحوظاً في مستوى رضا المستفيدين، مما يفتح آفاقاً واسعة للتوسع في خدمات مالية إضافية مثل تحويل الأموال ودفع الفواتير.
قد يعجبك أيضا :
مع نجاح التجربة في تعز، تتجه الأنظار نحو إمكانية توسع هذه الخدمة الثورية لتشمل باقي المحافظات اليمنية خلال الأشهر القادمة. البنك يدعو جميع المستفيدين للتوجه إلى أقرب وكيل معتمد وتجربة الخدمة الجديدة، مع التأكيد على ضرورة التحقق من هوية الوكلاء المعتمدين وحفظ إيصالات المعاملات. السؤال الآن: هل ستشهد باقي المحافظات اليمنية نفس هذا التطور المذهل قريباً؟
