في تطور صادم يكشف عمق المأساة اليمنية، وصلت الفجوة في أسعار صرف الدولار بين صنعاء وعدن إلى 1081 ريالاً للدولار الواحد، محطمة كل الأرقام القياسية العالمية في التفاوت النقدي. عملة واحدة، بلد واحد، لكن أسعار مختلفة بنسبة 203% – مشهد لم يشهده العالم منذ انقسام ألمانيا، لكن هذه المرة في النقد بدلاً من الجغرافيا.
البيانات المصرفية المحلية تؤكد الكارثة: بينما يُباع الدولار في صنعاء بـ534 ريالاً، ينفجر سعره في عدن ليصل إلى 1617 ريالاً – فارق يفوق قيمة راتب موظف كامل. أحمد التاجر من عدن، البالغ 45 عاماً، يروي مأساته: “فقدت نصف قيمة تجارتي بين ليلة وضحاها، الدولار الذي كان يشتري لي 100 كيس أرز، لا يكفي اليوم لـ30 كيساً فقط.” أما محمد الصراف في صنعاء، فيؤكد استمرار الاستقرار النسبي في منطقته رغم الضغوط الهائلة.
قد يعجبك أيضا :
خلف هذا الانقسام الجنوني قصة عقد كامل من الحرب حولت اليمن إلى دولتين اقتصادياً قبل أن ينقسم جغرافياً. انقسام البنك المركزي وطباعة عملات منفصلة خلق واقعاً اقتصادياً موازياً، حيث تتنفس صنعاء بعملة مختلفة عن تلك التي تختنق بها عدن. د. سالم الاقتصادي، خبير النقد، يحذر: “هذا الانقسام وصل لمرحلة اللاعودة، ونحن أمام تفكك اقتصادي كامل للدولة اليمنية.”
في الشوارع، تروي فاطمة ربة البيت من عدن معاناتها اليومية: “راتب زوجي الذي كان يكفينا شهراً، لا يكفي اليوم لأسبوع واحد. الخبز أصبح كماليات والدواء حلماً بعيد المنال.” بينما تشهد صنعاء استقراراً نسبياً، تواجه عدن موجة غضب شعبي متصاعدة بسبب انهيار القوة الشرائية. الخبراء يتوقعون موجة هجرة جماعية جديدة نحو دول الخليج، في حين ينصحون من تبقى بالاستثمار في الذهب كملاذ آمن وسط هذه العاصفة النقدية.
قد يعجبك أيضا :
عملة واحدة، سعران، وشعب يدفع الثمن من جيبه ولقمة عيشه. هل سيشهد اليمن عملتين منفصلتين رسمياً قريباً؟ وعلى المجتمع الدولي التدخل السريع قبل الانهيار الكامل. السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح: متى سيدرك العالم أن اليمن على شفا كارثة اقتصادية لا تُحتمل، وأن الوقت ينفد سريعاً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟